[82] الفقيه أبو محمد، سعيد بن محمد السمحي
  وأنشدني الأديب شعبان سليم(١) للسمحي:
  ومخضوب البنان، كحيل طرف ... لوى أسّ العذار على شقيق
  كأن بنانه قضبان درّ ... وقد خضبت بمحمرّ العقيق
  وأنشدني أيضا له:
  لقد غلى الصابون في دهرنا ... على سوادي ناظري والفؤاد
  فحق للعالم أن يلبسوا ... عند المسرّات لباس الحداد
  رزيّة في الناس من أجلها ... سنّ بنو العباس لبس السواد
  واستجادها شعبان.
  وله وقد ركب الحسن بن المتوكل بحر اللحية مجتازا إلى جدّة:
  قد أوحش اليمن الخضيب وما بقي ... في عيشه أنس ولا سلوان
  ولقد شجتنا غربة الحسن الذي ... طارت به وبأهله الغربان
  أحد معنيي الغربان جمع غراب وهو السفينة الصغيرة التي هي الخرافة، وقد علمت أنه مدحه وإنما قصد التورية، وله فيه رقّة:
  اللّه في مهجة ذابت عليك أسى ... ومغرم شقّه التبريح والوصب
  فلا قربت فشمل الوصل يجمعنا ... ولا بعدت فتسعى بيننا الكتب(٢)
  وله من قصيدة:
  فيا أيها الركب المجدّون عرسوا ... بها ريثما يرتاح بالغمض نائم
  ولا تجهدوا العيس المراسيل بالسرى ... وقد أخذت منها الفلا والمخازم
  وإنّا وإن كنّا مقيمين إنها ... تسير بنا الدنيا ونحن نوائم
  وما الكدّ يغني في نصيب زيادة ... ولا ينقص التسليم ما اللّه قاسم
  نوائم: جمع نائم، خلافا لبعض النحاة فإنه يخصّه بالمؤنث.
  قال متمّم بن نويرة يخاطب خالد بن الوليد لما قتل أخاه مالكا بسبب امرأته الحسناء على ما قيل:
(١) ترجمه المؤلف برقم ٨٥.
(٢) نشر العرف ١/ ٧٣٨.