نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[82] الفقيه أبو محمد، سعيد بن محمد السمحي

صفحة 212 - الجزء 2

  فأصبحت ذا أهل وأصبح مالك ... على غير شيء هالكا في الهوالك⁣(⁣١)

  ذكرت بخالد قولي في تضمين بيت المتنبي لأن خالدا كان شجاعا:

  أقول لمن بابن الوليد تشبّه ... جلادا فما ينفك حينا يجالد

  نهبت من الأعمار ما لو حويته ... لهنئت الدنيا بأنك خالد

  وللسمحي من قصيدة:

  وإني لأهوى صوت ديباجة الحيا ... وأرغب في هجر القريض وأطمع

  وألبس من درع القناعة سابغا ... برد سهام الغيض⁣(⁣٢) عني ويدفع

  وكم أتحسى الثمد من كل محسن ... وحوض المنى منه لمثلي مترع

  ولكنني والحمد للّه لم أجد ... لمثلي رزقا غير ما كنت أصنع

  قريض كما الدر النضيد أصوغه ... وكالروض بالعذب النمير يوسّع

  يطاوعني هذا القريض صناعة ... وأكثر من وافى به يتصنّع⁣(⁣٣)

  وله من قصيدة في مدح أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب #:

  لو كنت من أسر الهوى بمكاني ... لرحمت كل متيم ولهان

  وعلمت أن لا خود إلا ما قضت ... في العاشقين محاجر الغزلان

  تفتير لحظ مثل ضرب مهنّد ... ومراح قدّ مثل طعن سنان

  فاشدد يديك على فؤادك واسترح ... مما يقاسي المستهام العاني

  انحت على جسدي بلابل صبوة ... تركت جسيم مفاصلي كبناني

  لا تحسبنّ نحول جسمي خلقة ... قد كنت ذا روح وذا جثمان

  إن الثلاثين التي ناهزتها ... قد شيّبت فوديّ قبل أوان

  أعوام سنّي في الشبيبة والصبا ... وبياض ناصيتي من الشيبان

  فكأنّما ذهب الشباب مغاضبا ... إذ لم تمل بنسيمه عيدان

  ما حال من عبث الفراق بقلبه ... ونأى به من ساحة الأوطان


(١) في هامش ب: «وقد استثنى النحاة الهوالك ونحوه من قاعدة الجمع».

(٢) في هامش الأصل: «الضيم»، وفي هامش ب: الغيض بالعناد أي النقص، ومنه قوله تعالى:

«وغيض الماء».

(٣) نشر العرف ١/ ٧٤٢.