نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[85] الشيخ الأديب شعبان بن سليم بن عثمان

صفحة 231 - الجزء 2

  تكاد إذا ما خامر الفكر لثمها ... تسيل دما وهي المصونة للّطف

  إذا قابلت إنسان عيني خلته ... بصفحتها حالا واسده عن طرفي

  وبالثغر ما لو كان يمكن رشفه ... لما كان معنى للمعتقة الصرف

  يجل عن التشبيه بالدرّ لم يكن ... ليحكيه إلّا بالصقالة والوصف

  وما البرق إلا من سناه وإنه ... معيب بسكناه مع الديم الوطف

  وأين لماه الحلو والشنب الذي ... يروق لمستحل ويحلو لمستصف

  إذا قيل إن الظبي يحكيه لفتة ... وجيدا فهل يحكيه بالقرط والشنف

  ولا عجب إن همت فيه صبابة ... وأفصح دمعي عن هواه بما أخفي

  بدا قمرا في غصن بان يحفّه ... لحتف الورى ليل من الشعر الوحف

  حظيت به والليل مرخ حجابه ... علينا وطرف النجم قد كاد أن يغفي

  ولا كاشح إلّا الوشاح بخصره ... يدور فيشكو ما يلاقي من الردف

  وبي مثلما بالخصر والردف من ضني ... سوى أن ما بي لا يعبّر بالوصف

  كما لا يحد الواصفون مكارما ... ليوسف قد جلت عن الرسم في الصحف

  فليس لها إلا القلوب منازلا ... وحسبك سكناها القلوب فهل يكفي

  فتى جمع الآداب والعلم والحجا ... فقل لمجاريه اتئد لست بالملفي

  أيدرك شمس الأفق بالكفّ لامس ... لقد بعدت شمس النهار عن الكفّ

  يروقك أخلاقا يفيدك حكمة ... يغيثك ملهوفا يصونك عن خسف

  ويدرء عنك الرزء إلّا عن القضا ... كأنك تأوي من حماه إلى كهف

  يعد لألف المشكلات إذا دجت ... كذلك في الهيجا يقيد للألف

  إذا اشتجرت سمر الرماح وحمحمت ... فحول مذاكيها اشتياقا إلى الرجف

  وأمطرت الهيجاء ما نبت صوبه ... على ماله عند الحصادة من خلف

  تراع به حبّ القلوب وإنّها ... لدى الضعف لا تخلو هنالك من ضعف

  إذا عبس الفرسان يبسم ضاحكا ... ويشرق مثل البدر في ليلة النصف

  ثبات جنان كم يكن في سوائه ... وشدّة عزم لا تحول عن الصفّ

  ولو أن جالينوس عمّر لم يكن ... ليأخذ إلّا عنه علما لمستشف

  يؤلف بين الماء والنار لو يشأ ... ويجمع ما بين الغضنفر والحشف

  بتعديل أمزاج ورأي وحكمة ... تدل على معنى النباهة والظرف

  نمى غصنه من دوحة هاشمية ... سماتهم فعل المروّة والعطف

  من العصبة الزهري وناهيك عصبة ... يرجيهم الملهوف في الكرب للكشف