نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[85] الشيخ الأديب شعبان بن سليم بن عثمان

صفحة 234 - الجزء 2

  كحلوا بالسهد عيني عندما ... ميّلوا الأعطاف واختاروا الربى

  فأنا اليوم على شرط الهوى ... مقلة عبرى، وعقل ذهبا

  أسفح الدمع على أطلالهم ... وأناجي ربعهم والكثبا

  وإذا مرّ بسمعي ذكرهم ... من عذول زاد وجدي ظربا

  وحمامات اللوى إن سجعت ... وأمالت بالسجوع القضبا

  يعتريها بعض وجدي فترى ... تندب الألف وتبدي الكربا

  مركب الحب خطير وبه ... كم يقاسي الصبّ فيها الوصبا

  يترك الأسد على صولتها ... حائرات دون أجفان الظبا

  ربّ ليث أسرته دمية ... لم يجد عن حبّها منقلبا

  ما وقاه نابه عن بطشها ... لا ولا مخلبه ماضي الشبا

  فأرح قلبك عن حبّ الدمى ... وابتني المجد وأعلي الرتبا

  ليس من مات عزيزا ذكره ... مثل من مات فلن يحتسبا

  يخلد الذكر له ما بقيت ... سمة منه تزين الكتبا

  وهو مطويّ بأطباق الثرى ... وثناه نشره لن يحجبا

  قضت الأيام إلّا شرف ... لفتى يطلب منها نشبا

  إنّما يشرف من أولى الندى ... وأجاز العذر مهما غلبا

  من أخي ودّ هفى فانزعجت ... مهجة منه وأبدى تعبا

  كصفي الدين إذ وافى بما ... يوجب العفو على من أذنبا

  وهي طويلة، وكأنّما هي صبب الماء في الانسجام، وقصيدة أحمد يستعتبه فيها سبب وجده عليه [لا] لشيء لأنه أستاذه.

  وله في الموشح الملحون اليد القويّة، فمن ذلك:

  أقام عذري فيك لام العذار ... يا متلفي بالصدّ والتّيه

  لذا حلى لي فيك خلع العذار ... ونشر ما قد كنت أطويه

  عاذل قومي إذ تثنيت جار ... وكم حويسد لامني فيه

  حفّيت جنّة ورد خدّك بنار ... ونرجس الألحاظ يكفيه

  * * *

  يا من تفرّد في الملاحة وفاق ... فليس له في الحسن ثاني