نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[85] الشيخ الأديب شعبان بن سليم بن عثمان

صفحة 233 - الجزء 2

  أديب حكى الدينار خالص نظمه ... وكم شاعر يهوى من الجهل في حرف

  حباني بأبيات نسيت لحسنها ... همومي وسلّتني حنيني إلى إلفي

  غدا خلفا للشعر من بعد أهله ... ومن يدّعيه غيره كاد كالخلف

  نظام كمثل البرق لوّح سحره ... وحاشاه من خوف الصواعق والخطف

  ومذ صحّ لي أن النظار نظامه ... أنفت لمثلي أن يميل إلى الجعفي

  إذا عدّ أهل الشعر جاء محلّقا ... ولم يبق للأعشى وطرفة من طرف

  وأحسب عيسى حين ودّع خصّه ... بما كان عن لقياه بقراط كالخلف

  فأصبح فردا في الصناعة دافعا ... عن الروح ما يخشاه من روعة العصف

  يخبره النبض الخفيّات مثلما ... يشير فصيح اللفظ بالمضمر المخفي

  وليس لبطليموس في الشهب حدسه ... ولا يبلغ التحقيق فيها ولا يلفي

  فذاك بفتر علمه ولذي الفتى ... ذراع ذكاء فصّل⁣(⁣١) الزبر في السقف

  أظن إليه النيّرين تدلّيا ... خضوعا ودلاه لمن جاز من ظرف

  ومن عجب إن الجواهر شعره ... وحاز إليها الرمل بالسعي واللطف

  وحب نقيّ الخدّ ما زال لائقا ... ولا سيما بالكامل الفضل والعفّ

  ودونك مني مثلما لي بعثته ... وإن لم يحاكي درّ سمطك في الوصف

  بعثت يواقيتا وقابلت حسنها ... بحصباء فاعذرني فمثلك من يعفي

  وأسبل على هذا الرقيم غلالة ... من الستر وأنزله في ظلك الكهف

  ودم راقيا في متن فضلك سابقا ... بطرف من الإحسان بورك من طرف⁣(⁣٢)

  ولشعبان مراجعا لأحمد بن حسين الرقيحي الشاعر المذكور في الهمزة⁣(⁣٣):

  لتباريح الجوى قد وجبا ... قلب صبّ ندبه قد وجبا

  حال من دون تلافيه النوى ... فقضى لم يقض منه إربا

  ليت حادي العيس لمّا رحلوا ... جعل الدمع إليهم سببا

  وسقى عيسهم من أدمعي ... فهي تكفيهم وتروي النجبا

  لست يوما بدمي أمزجها ... إنّما أسقيهم ما عذبا


(١) في هامش الأصل: «وصل» أي السماء.

(٢) بعضها في نشر العرف ١/ ٧٦١.

(٣) ترجمه المؤلف برقم ١٥.