[1] أبو العباس، إبراهيم بن العباس
  وقال روح بن مقاتل: لما أعرس المأمون ببوران كتبت إليه حظيته عريب(١) المغنية الأديبة تهنئه بقولها:
  أنعم تخطتك عيون الردى ... بزف بوران مدى الدهر
  بيضة خدر لم يزل نجمها ... بنجم مأمون الورى يجري
  حتى استقر الملك في حجرها ... بورك في ذلك من حجر
  يا سيدي لا تنس عهدي وما ... أطلب شيئا غير ما تدري
  فوقّعت بوران على الرقعة فقالت: قد عرفت ما تريد، ثم قالت: يا أمير المؤمنين أنعم بالأذن في زفّها إليك فهو واللّه مكافأتها على شعرها، فقال: ذلك إليك فزّفت عريب إليه، فسرّ المأمون بما اجتمع له من الألف بين حظيته وزوجته.
  وسأذكر شيئا من نبأ عريب فيما يأتي إن شاء اللّه تعالى.
  * * *
  وأما ذو الرئاستين أبو محمد الحسن بن سهل، وأخوه الفضل فكانا من الكرم والفضل وبسطة اليد في الدنيا والحظ عند الخليفة والشجاعة والأدب والعلم، خاصة علم النجوم فأن الفضل كان إماما مبرزا فيه، واستوزر المأمون الفضل وهو يومئذ أمير بخراسان قبل أن يلي الخلافة، ثم مدة فتنة الأمين وبعدها قتله.
  ثم استوزر الحسن بعد قتل الفضل، وكان الحسن شديد الشفقة على الفضل، فلما قتل الفضل أصابه بسبب تكاثف الحزن سودا حتى قيّد بسببها،
(١) وهي عريب المأمونية، شاعرة مغنية، أديبة من أعلام العارفات بصنعة الغناء والضرب على العود، قيل: هي بنت جعفر بن يحيى البرمكي، نشأت في قصور الخلفاء من بني العباس، وأعجب بها المأمون، فقرّبها حتى نسبت إليه، وقيل: سرقت لما نكب البرامكة وهي صغيرة فاشتراها الأمين ثم إشتراها المأمون، كانت تلعب الشطرنج،. يقال: أنها صنعت ألف صوت في الغناء، ماتت بسامراء سنة ٢٧٧ هـ / ٨٩٠ م، لغنائها «ديوان» مفرد.
ترجمتها في:
الأغاني ط الثقافة ٢١/ ٥٨، ابن الأثير / حوادث سنة ٢٧٧، الدر المنثور ٣٣١، نزهة الجليس ١/ ٣٠٠، المستطرف من أخبار الجواري ٣٧، الاعلام ط ٤/ ٤ / ٢٢٧ - ٢٢٨.