نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[87] الملك الصالح أبو الغارات طلايع بن رزيك

صفحة 257 - الجزء 2

  مقصورة عشر حظايا من حواريه، فأحسّ إحداهن تترنّم فإذا هي تضرب بعودها وتقول:

  ألا يا دار كم تحوين ... من ظرف ومن غلمه

  أأير واحد فيك ... يكافي ماءتي حرمه

  متى يرقع طيّان ... ضعيف ماءتي ثلمه

  فدخل عليها فاستحيت، فقال: لا عليك أعيدي فأعادت، فقال: واللّه ما بي الشعر ولكن أن جعلتني طيّانا ضعيفا ثم قرّبها منه بعد ذلك.

  وللملك الصالح طلايع المذكور:

  كم ذا يرينا الدّهر من أحداثه ... عبرا، وفينا الصّدّ والإعراض؟!

  ننسى الممات، وليس تجري ذكره ... فينا، فتذكرنا به الأمراض⁣(⁣١)

  وروى ابن خلكان عن أبي الحسن علي بن إبراهيم بن نجا بن غنائم الأنصاري الملقّب زين الدين الحنبلي المعروف بابن نجيّة⁣(⁣٢) الواعظ الدمشقي⁣(⁣٣) المشهور قال: انشدني طلايع بن رزّيك لنفسه بمصر:

  مشيبك قد نفا صبغ الشّباب ... وحلّ الباز في وكر الغراب

  تنام ومقلة الحدثان تقضى ... وما ناب النّوائب عنك نابي

  وكيف بقاء عمرك وهو كنز ... وقد أنفقت منه بلا حساب⁣(⁣٤)

  قال: وممن قصده المهذب عبد اللّه بن أسعد الموصلي نزيل حمص من


(١) وفيات الأعيان ٢/ ٥٢٦، النجوم الزاهرة ٥/ ٣١٤، البداية والنهاية ١٢/ ٢٤٤، الوافي بالوفيات ٥ / ق ١/ ٢١٤، ديوانه بدوي ٤٢.

(٢) في الأصل: «نخبه» وما أثبتنا من الوفيات.

(٣) زين الدين، علي بن إبراهيم الواعظ المعروف بابن نجيّة، ولد سنة ٥٠٨ هـ بدمشق ونشأ بها وقدم بغداد مرارا، وصاهر أبا الحسن سعد الخير بن محمد بن سهل بن سعد البلنسي الأنصاري الأندلسي على ابنته أم عبد الكريم فاطمة، وانتقل قبل وفاته إلى مصر، وحدّث بها، وتوفي يوم الأربعاء ٨ رمضان سنة ٥٩٩ بمصر.

ترجمته في: وفيات الأعيان ٢/ ٥٣٠، ذيل الروضتين ٣٤، ذيل ابن رجب ١/ ٤٣٦.

(٤) وفيات الأعيان ٢/ ٥٢٧، الوافي بالوفيات ٥ / ق ١/ ٢١٤، خريدة القصر ١/ ١٧٥، النجوم الزاهرة ٥/ ١٤، البداية والنهاية ١٢/ ٢٤٤، ديوانه ط بدوي ٣٩.