نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[87] الملك الصالح أبو الغارات طلايع بن رزيك

صفحة 261 - الجزء 2

  قلت: أحسن فيه، ثم إن شاورا قتل العادل في الحبس بعد مدة⁣(⁣١).

  قلت: العاضد كان ركيك الرأي فكان من علامة إدبارهم أن الوزارة تؤخذ بالسيف بين الأعيان فمن غلب خرجت له الخلع في آخر دولتهم، ثم تعقّب ذلك أنه استنجد بنور الدين محمود صاحب دمشق فأنجده بأمير اسمه شيركوه وكان شاور خشي من الإفرنج لأنهم جاسوا خلال الديار المصرية فلما تمكن شيركوه قتل شاورا وكان شجاعا مشهورا، وفيه قال عمارة [من الكامل]:

  ضجر الحديد من الحديد وشاور ... من نصر دين محمّد لم يضجر

  حلف الزمان ليأتين بمثله ... حنثت يمينك يا زمان فكفّر⁣(⁣٢)

  فاستوزر العاضد شيركوه ولقبه أسد الدين فمات قريبا، فاستوزره صلاح بن يوسف بن أيوب ولقبه الصلاح، وكان سنّيا أشعري المذهب متعصبا يعادي الإسماعيلية وسائر الشيعة والمعتزلة، فلما تمكن غدر بولي النعمة فقطع خطبتة وسمّه واحتوى على القصور المشهورة بمن فيها وما فيها، وسبا الحرم، ونهب الأموال، وحبس الرجال، وأزال رسوم الشيعة، وجعل يوم عاشوراء عيدا، وحذف حيّ على خير العمل وغير ذلك.

  ورأيت بخطّ والدي رحمه تعالى عند ذكر المقريزي صلاح الدين، ما صورته:

  إبتدأ المقريزي تاريخه من حوادث سنة سبع وستين وخمسمائة ثم ذكر في تاريخه، بعد ذكره لتوبة صلاح الدين وتركه لشرب الخمر والغناء واللهو، ثم أنه دأب في إزالة الدولة الفاطمية وقطع دابرها ومحو آثارها فأعانه اللّه على ذلك⁣(⁣٣).

  فانظر أيّها المتأمل تشفّي القوم من آل محمّد ÷، وان كان العبيديون غير مرضيين عندنا لكن ذكره للفاطميين والغضّ منهم ما يدلك أنهم تركوا قول اللّه تعالى: {قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى}⁣(⁣٤).


(١) وفيات الأعيان ٢/ ٥٢٩ - ٥٣٠.

(٢) النكت العصرية ٧٣.

(٣) السلوك لمعرفة دول الملوك ١/ ٥٣.

(٤) سورة: الشورى: الآية ٢٣.