نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[87] الملك الصالح أبو الغارات طلايع بن رزيك

صفحة 260 - الجزء 2

  أيكرم مثوى ضيفكم وغريبكم ... فيمكث أم تطوى ببين مراحله

  ولم لا نبكّيه ونندب قبره ... وأولادنا أيتامه وأرامله⁣(⁣١)

  قلت: كأنّما كان عمارة ينظر إلى الغيب من ستر رقيق في قوله: «سيأتيكم طلّ البكاء ووابله» فإنها زالت الدولة بسوء تدبير العاضد حيث استأمن من أعداهم حتى مات مسموما وبكوا دما وما رأوا إلّا ندما. وبقوله «ما بنا اللّه فاعله» كأنّه يشير إلى شنقه بسبب رثائهم كما نذكره إن شاء اللّه تعالى.

  ودفن الصالح في القاهرة بدار الوزارة، ثم نقله ولده العادل بعد ذلك إلى القرافة الكبرى، وركب العاضد خلف تابوته، وأنشد الفقيه عمارة قصيدة منها:

  وكأنه تابوت موسى أودعت ... في جانبيه سكينة ووقار⁣(⁣٢)

  وقد ذكرنا في أخبار راجح الحلّي⁣(⁣٣) أنّه أخذ أكثر ألفاظ هذه القصيدة ومعانيها.

  ومن عماير الصالح؛ الجامع الذي على باب زويله بظاهر القاهرة.

  ثم استولى شاور السعدي⁣(⁣٤) على الوزارة وهرب منه العادل بن الصالح إلى إطفيح، وحمل من الذخائر ما لا يحصى ومعه أهله وحاشيته. واستجار بسليمان وقيل: يعقوب بن العيص⁣(⁣٥) اللخمي، وكنيته: أبو السفن، وكان من خواص أصحابهم وحصّل من جهتهم نعمة وافرة، فأنزلهم عنده وسار من ساعته إلى شاور وأعلمه بهم، فأرسل معه جماعة أحاطوا بالعادل في دار سليمان وأحضروه إلى باب شاور فوقف زمانا طويلا ثم حبسه.

  وقال شاور ليعقوب: لقد خبّاك خير الصالح ذخيرة صالحة، وأنا أيضا أخبؤك لولدي ثم شنقه⁣(⁣٦).


(١) وفيات الأعيان ٢/ ٥٢٨ - ٥٢٩. كاملة في النكت العصرية ٣٠٢ - ٣٠٤.

(٢) وفيات الأعيان ٢/ ٥٢٩.

(٣) ترجمه المؤلف برقم ٧٢.

(٤) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٥) في الوفيات: «النيص» وفي نسخة أخرى من الوفيات «الفيض».

(٦) وفيات الأعيان ٢/ ٥٢٩.