[88] أبو منصور ظافر بن القاسم بن منصور بن
  هاروت يعجز عن مواقع سحره ... وهو الإمام فمن ترى أستاذه
  تا اللّه ما علقت محاسنك امرءا ... إلا وعزّ على الورى إنقاذه
  أغريت حبّك بالقلوب فأذعنت ... طوعا وقد أودى بها استحواذه
  ومنها:
  مالي أتيت اللحظّ من أبوابه ... جهدي فدام نفوره ولواذه
  إيّاك من طمع المنى فعزيزه ... كذليله وغنيّه شحّاذه
  ذاليّة ابن دريد استهزى بها ... قوما غداة نبت به بغداذه
  من قدّر الرّزق السنيّ لك آنّما ... قد كان ليس يضرّه إنقاذه(١)
  صوغ فولاذ هذه القصيدة ليس في قوة غير الحداد.
  وذكره ابن خلكان وقال: كان من الشعراء المجيدين، وله ديوان شعر كبير، ومدح جماعة من الخلفاء الفاطميين، وروى عنه الحافظ السلفي وغيره من الأعيان(٢) ومن شعره أيضا:
  رحلوا ولولا أنّني ... أرجو الإياب قضيت نحبي
  واللّه ما فارقتهم ... لكنني فارقت قلبي(٣)
  قال: وله من جملة أبيات:
  يذمّ المحبّون الرّقيب وليت لي ... من الوصل ما يخشى عليه رقيب(٤)
  قلت: أخذه من قول المتنبي:
  وشيكتي فقد السقام فإنه ... قد كان لمّا كان لي أعضاء
  وله في كرسي النسخ:
  انظر بعينك في بديع صنائعي ... وعجيب تركيبي وحكمة صانعي
  فكأنني كفّا محبّ شبكت ... يوم الفراق أصابعا بأصابع(٥)
(١) وفيات الأعيان ٢/ ٥٤٠ - ٥٤١، ديوانه ١٢٧.
(٢) وفيات الأعيان ٢/ ٥٤٠.
(٣) وفيات الأعيان ٢/ ٥٤١.
(٤) وفيات الأعيان ٢/ ٥٤٢.
(٥) خريدة القصر ٢/ ١٤، معجم الأدباء ١٢/ ٣٣، وفيات الأعيان ٢/ ٥٤٢، ديوانه ١٩٥.