نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[88] أبو منصور ظافر بن القاسم بن منصور بن

صفحة 271 - الجزء 2

  وأحسن من قال في كرسي المصحف:

  حملت على ضعفي الذي كلماته ... لهيبتها يصدّع الجبل الراسي

  تداخل منّي البعض في البعض هيبة ... لأنّ كتاب اللّه أضحى على رأسي

  وما أحسن قول الفقيه أحمد الينبعي⁣(⁣١) في المقصّ:

  نحن خليلان ما رأينا ... أحلى من الضمّ والعناق

  فمن يحل يرد بيننا نبادر ... بقطعه خشية الفراق

  رجع، قال: وذكره علي بن ظافر بن أبي منصور في كتاب «بدائع البدائة» وأثنى عليه، وأورد فيه عن القاضي أبي عبد اللّه محمد بن الحسين الآمدي النائب الآن بثغر الإسكندرية، قال: دخلت على الأمير السعيد بن ظفر أيام ولايته للثغر فرأيته يقطر دهنا على خنصره، فسألته عن سببه، فذكر ضيق خاتمه عليه وأنه ورم بسببه، فقلت له: الرأي قطع حلقته قبل أن يتفاقم الأمر فيه، فقال: اختر من يصلح لذلك، فاستدعيت أبا المنصور ظافر بن القاسم الحداد المذكور، فقطع الحلقة، وأنشد بديها:

  قصّر عن أوصافك العالم ... وكثر الناثر والناظم

  من يكن البحر له راحة ... يضيق عن خنصره الخاتم

  فاستحسنه الأمير ووهب له الحلقة، وكانت من ذهب. وكان بين يدي الأمير غزال مستأنس، وقد ربض وجعل رأسه في حجره، فقال:

  عجبت لجرأة هذا الغزال ... وأمر تخطّى له واعتمد

  وأعجب به إذ بدا جاثما ... وكيف اطمأنّ وأنت الأسد

  فزاد الأمير والحاضرون في الاستحسان، وتأمل ظافر شباكا كان على باب المجلس يمنع الطير من دخولها فقال:

  رأيت ببابك هذا المنيف ... شباكا فأدركني بعض شكّ

  وفكّر فيما رأى خاطري ... فقلت البحار مكان الشبك

  ثم انصرف وتركنا متعجبين من حسن بديهته⁣(⁣٢).


(١) ترجمه المؤلف برقم ٢٦.

(٢) خريدة القصر ١٥، وفيات الأعيان ٢/ ٥٤٣، ديوانه ٢٩٥، ١٢٦، ٣٤٤.