[88] أبو منصور ظافر بن القاسم بن منصور بن
  فلا يغرّنك من دنياك نومتها ... فما صناعة عينيها سوى السهر
  ما لليالي أقال اللّه عثرتنا ... من الليالي وخانتها يد الغير
  تسرّ بالشيء لكن كي تغرّ به ... كالأيم ثار إلى الجاني من الزهر(١)
  كم دولة وليت بالنصر خدمتها ... لم تبق منها وسل ذكراك عن خبر
  هوت بدارا وفلّت غرب قاتله ... وكان غضبا على الأملاك ذا أثر(٢)
  واسترجعت من بني ساسان ما وهبت ... ولم تدع لبني يونان من أثر
  وأتبعت أختها طسما وعاد على ... عاد وجرهم منها ناقص المدر
  وما أقالت ذوي الهيئات من يمن ... ولا أجارت ذوي الغايات من مضر
  ومزقت سبأ في كل قاصية ... فما التقى رائح منها بمبتكر
  وأنفذت في كليب كلمها ورمت ... مهلهلا بين سمع الأرض والبصر
  ولم تردّ على الضّلّيل صحته ... ولا ثنت أسدا عن ربها حجر(٣)
  ودوّخت آل ذبيان واخوتهم ... عبسا وعضّت بني بدر على النهر
  وألحقت بعديّ بالعراق على ... يد ابنه أحمر العينين والشعر(٤)
  وأشرفت بخبيب فوق قارعة ... وألصقت طلحة الفياض بالعفر
  ومزقت جعفرا بالبيض واختلست ... من غيله حمزة الظلّام للجزر(٥)
  وبلغت يزدجرد الصين واختزلت ... عنه سوى الفرس جمع الترك والخزز
  ولم ترد مواضي رستم وقنا ... ذي حاجب عنه سعدا في ابنة العير
  وخضبت شيب عثمان دما وخطت ... إلى الزّبير ولم تستحي من عمر
  ولا رعت لأبي اليقظان صحبته ... ولم تزوّده إلّا الضّيح في الغمر(٦)
  وأحرزت سيف أشقاها أبا حسن ... وأمكنت من حسين راحتي شمر
  وليتها إذ فدت عمرا بخارجة ... فدت عليا بمن شاءت من البشر
  وفي ابن هند وفي ابن المصطفى حسن ... أتت بمعضلة الألباب والفكر
(١) الأيم - بالفتح أو بوزن طيب - الحية مطلقا، أو الأبيض خاصة.
(٢) دارا: أحد ملوك الفرس، وقاتله: هو الإسكندر الأكبر، وفلت: أي ثلمت، والغرب - بالفتح - حد السيف.
(٣) الضليل: لقب امرئ القيس بن حجر، وبنو أسد: هم قوم حجر الذين قتلوه.
(٤) في هامش الأصل: «يعني به النعمان بن المنذر».
(٥) الجزر - بضمتين - جمع جزور، والظلام للجزر: كناية عن كرمه وأنه يذبح الإبل للأضياف.
(٦) في هامش الأصل: «قلت: يشير إلى قول النبي ÷ لعمار ... ضياح لبن ¦».