نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[88] أبو منصور ظافر بن القاسم بن منصور بن

صفحة 272 - الجزء 2

  وتوفي بمصر سنة تسع وعشرين وخمسمائة⁣(⁣١) ¦.

  * * *

  والإسكندرية مدينة مشهورة بعمل مصر وهي أحد ثغور الروم ومنها يسافر إلى بلاد الروم والإفرنج والأندلس وإفريقية في بحر الروم وهي ومنارتها مشهورتان فلا تحتاج إلى الإيضاح.

  وذالية ظافر لم يظفر من عارضها بسعادته فيها وهذه عادة جارية في كلّ معارض، هذا الشريف الرضيّ قل من لم يعارض كافيته من الشعراء فيروح بمعارض بغير ميم. ولا يرزق تلك السعادة ولا ذاك القبول، وقصيدة الطغرائي اللاميّة أسالت عين معارضها، وقصيدة الوزير أبي محمد عبد المجيد بن عبدون الأندلسي⁣(⁣٢) التي رثى بها عمر بن الأفطس صاحب بطليوس وابنيه لما قتلهم ابن تاشفين المتسلط على ملوك الطوائف وكان غالبهم كراما أدباء، وهي قصيدة يقصر عن ادراكها المتطاول، ومن عارضها فأنّما فاخر سمط الكواكب بالجنادل، وحيث أوردت اللامية هناك اذكر هذه هنا [من البسيط]:

  الدهر يفجع بعد العين بالأثر ... فما البكاء على الأشباح والصّور

  أنهاك أنهاك لا آلوك معذرة ... عن نومة بين ناب الليث والظفر

  والدهر حرب وإن أبدى مسالمة ... والبيض والسمر مثل البيض والسمر

  ولا هوادة بين الرأس تأخذه ... يد الضراب وبين الصارم الذكر


(١) وفيات الأعيان ٢/ ٥٤٢.

(٢) هو أبو محمد عبد المجيد بن عبد اللّه بن عبدون الفهري الأندلسي. نحوي شاعر كاتب. استوزره المتوكل من بني الأفطس، وبعد انتهاء دولته استوزره المرابطون. له القصيدة العصماء المشهورة المسماة ب (البسّامة) التي يرثي بها المتوكل وولديه الفضل والعباس، حينما قتلهم المرابطون صبرا ومطلعها: -

الدهر يفجع بعد العين والأثر ... فما البكاء على الأشباح والصور

توفي بيابرة - وهي مسقط رأسه - سنة ٥٢٩ وقيل ٥٢٠ هـ. كان عالما بالتاريخ، ومن محفوظاته كتاب الأغاني لأبي الفرج. من مؤلفاته: كتاب الانتصار لأبي عبيدة على ابن قتيبة.

ترجمته في: الصلة لابن بشكوال ١/ ٣٦٩، والمعجب / ١٢٨ - ١٤٤، دائرة معارف البستاني ١/ ٥٩٢، فوات الوفيات ٢/ ١٩ - ٢٣، دائرة المعارف الإسلامية ١/ ٢٢٥، قلائد العقيان ١٤٥، أنوار الربيع ١ / هـ ١٨٧.