نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[90] أبو الطفيل عامر بن واثلة ابن عبد الله

صفحة 289 - الجزء 2

  وذكر الجاحظ: إن عبد اللّه بن العبّاس⁣(⁣١) لما دنت وفاته أوصى ابنه عليّا فقال: يا بني لا أرضى لك جوار ابن الزبير فإن قلبي قد تفتت من سوء جواره لنا، فالحق ببني أبيك من بني عبد مناف بالشام، ففعل ذلك ورضى عبد اللّه لولده جوار بني أميّة واختاره على جوار ابن الزبير.

  وممّا غنّى فيه أبو إسحاق إبراهيم الموصلي⁣(⁣٢) من شعر أبي الطفيل واختاره إسحاق للواثق [من الطويل]:

  أيدعونني شيخا وقد عشت حقبة ... وهنّ من الأزواج نحوي نوازع

  وما شاب رأسي من سنين تتابعت ... عليّ ولكن شيّبتني الوقائع⁣(⁣٣)

  ومن شعره يرثى ابنه طفيلا [من البسيط]:

  خلّى طفيل عليّ الهمّ فانشعبا ... وهدّ ذلك ركني هدّة عجبا

  وابني سمية لا أنساهما أبدا ... فيمن نسيت وكلّ كان لي وصبا⁣(⁣٤)

  فاملك عزاءك إن رزء بليت به ... فلن يردّ بكاء المرء ما ذهبا

  وليس يشفي حزينا من تذكّره ... إلّا البكاء إذا ما ناح وانتحبا

  فإذ سلكت سبيلا كنت سالكها ... ولا محالة أن يأتي الذي كتبا

  فما لفظتك من ريّ ولا شبع ... ولا ظللت بباقي العيش مرتغبا⁣(⁣٥)


(١) عبد اللّه بن عباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي. أبو العباس: حبر الأمة، الصحابي الجليل، ولد بمكة سنة ٣ ق. هـ ونشأ في بدء عصر النبوة، فلازم رسول اللّه ÷ وروى عنه الأحاديث الصحيحة. وشهد مع عليّ الجمل وصفين. وكفّ بصره في آخر عمره. فسكن الطائف، وتوفي بها سنة ٦٨ هـ له في الصحيحين وغيرهما ١٦٦٠ حديثا. ولحسان بن ثابت شعر في وصفه وذكر فضائله. وينسب إليه كتاب في «تفسير القرآن - ط» جمعه بعض أهل العلم من مرويات المفسرين عنه في كل آية فجاء تفسيرا حسنا، وأخباره كثيرة.

ترجمته في:

الإصابة، ت ٤٧٧٢ وصفة الصفوة ١: ٣١٤ وحلية ١: ٣١٤ وذيل المذيل ٢١ وتاريخ الخميس ١: ١٦٧ ونكت الهميان ١٨٠ ونسب قريش ٢٦ وفي المحبر ٢٨٩: أنه كان ممن يرى المتعة، وأنظر فهرسته، الاعلام ط ٤/ ٤ / ٩٥.

(٢) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٣) الأغاني ١٥/ ١٤٢، ١٤٤ - ١٤٥، كاملة في شعره / القطعة ٤.

(٤) الوصب بالفتح: المرض والوجع الدائم، والجمع أوصاب، أخبار شعراء الشيعة ٢٦.

(٥) المرتغب: الراغب. الأغاني ١٥/ ١٤٨ - ١٤٩.