نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[91] أبو الحسن عبد الله بن معاوية بن عبد

صفحة 291 - الجزء 2

  وذكر القاضي أبو القاسم التنوخي الآتي ذكره قريبا⁣(⁣١) في قصيدته التي ستأتي: إنه خرج ثائرا بزيد بن علي #.

  قال الأصفهاني: إن ابن هرمة الشاعر مدحه فلمة أتاه وجد الناس بعضهم على بعض عند بابه، فقيل: ما هذا؟ قيل: عامتهم غرماؤه، فقال: هذا شرّ، فلما دخل قال: لم أعلم واللّه هؤلاء الغرماء الذين على بابك، فقال له: لا عليك، أنشدني، فقال: أعيذك باللّه، واستحياه فأبى إلّا إن ينشد، فأنشده قصيدة منها:

  حللت محلّ القلب من آل هاشم ... فعشّك مأوى بيضة المتفلّق

  ولم تك فيها بالمعرّى نصابه ... إليها ولا ذا المركب المتعلّق

  فمن مثل عبد اللّه أو مثل جعفر ... ومثل أبيك الأريحيّ المرهّق⁣(⁣٢)

  فدعا باثنين من الغرماء فسارّهما وخرجا، فقال له: إتبعهما فأعطياه مالا كثيرا.

  وكان أبو الحسن بن معاوية المذكور كامل الخصال الجيّدة، ولم يكن يعاب إلّا بقسوة القلب، وقيل: إنّه غضب يوما على غلام له وهو في غرفة بأصبهان، فأمر أن يرمى به منها، فرمي فتعلّق بدرابزين كان أمام الغرفة، فأمر بقطع يده التي أمسك بها فقطعت، وخرّ الغلام يهوي حتى بلغ الأرض فمات⁣(⁣٣).

  وشعره بديع الغرّة سائلها فمنه [من المتقارب]:

  ألا تزع القلب عن جهله ... وعمّا يؤنّب من أجله⁣(⁣٤)

  فأبدل بعد الصبى حلمه ... وأقصر ذو العذل عن عذله

  فلا تركبنّ الصنيع الّذي ... تلوم أخاك على مثله

  ولا يعجبنّك قول امرء ... يخالف ما قال في فعله

  ولا تتبع الطّرف ما لا ينال ... ولكن سل اللّه من فضله

  فكم من مقلّ ينال الغنى ... ويحمد في أمره كلّه⁣(⁣٥)


(١) ترجمه المؤلف برقم ١١٠.

(٢) المرهق: الكريم الجواد الذي يغشاه الناس. الأغاني ١٢/ ٢٦٤.

(٣) مقاتل الطالبيين ١٦٣.

(٤) وزعه: كفّه، والوزع: كف النفس عن هواها (اللسان / مادة وزع).

(٥) مقاتل الطالبيين ١٦٣ - ١٦٤، الأغاني ١٢/ ٢٧١ - ٢٧٢. الصبابة / القطعة ٢٩.