[92] السيد أبو محمد عبد الله بن المتوكل شرف
  وأخبرني شيخي السيد العلّامة الحسن بن الحسين المذكور في الحاء(١) |: إنّ مما عدّ من عناياته أن والده شرف الدين أنكر عليه ميله إلى التصوف، وأكل القات المتعارف، فقطع جرايته، وكان عنده قدور نحاس عظام، فاتفق أن أهل الحمّامات طلبوا منه إجارتها منهم للتسخين في تلك الحال، وكان كراها بقدر ما قطع عليه ثم رقّ له، فأعاد الجاري فجاءت القدور لغنية المستأجرين عنها في وقت إعادة راتبه.
  وشعره جيّد إلى الغاية.
  وذكره الفاضل أحمد أفندي الخفاجي في الريحانة، والسيد أبو الحسن إسماعيل بن محمد في سمط اللآل، وكان يدخل السوق، ويستعمل الزهادة في أيام إمارة أهله هظما للكبر.
  ومن شعره وفيه توجيه بأسماء عدّة من مؤلفات جدّه المهدي إلّا أنه انتهب لؤلؤ القاضي عبد الوهاب المالكي(٢) في أبياته المذكورة في أخبار أحمد بن الحسين في حرف الهمزة(٣):
  قبّلته في فيه وهو نائم ... فقال: قوموا طالبوا بالحدّ
  قلت له: أفديك أنّي غاصب ... وما على الغاصب غير الردّ
  قال: نعم لو كنت غير نائم ... لكان غصبا يا قليل الرشد
  قلت: ما في الفقه تقرأه، قال: لا ... أما ترى الأزهار فوق خدّ
  قلت وهذا الغيث فيض أدمعي ... والغيث للأزهار معنى يبدي
  والبحر أيضا من دموعي حاضر ... أن شئت أن تقرأه فعندي
  تيّار جفني قد غدا تذكرة ... لمن يجيء في الزمان بعدي
  لي في هواك ملل ونحل ... أشرحها يوم النقى بوجدي
  عقايدي في حبّكم قلائد ... في عنقي نظمتها في عقدي
  وهي طويلة ومن شعره:
  بين الرجاء وخوفي ... قلبي الشجيّ مقيم
(١) ترجمه المؤلف برقم ٤٥.
(٢) مرّت ترجمته بهامش سابق.
(٣) ترجمه المؤلف برقم ١٣.