[92] السيد أبو محمد عبد الله بن المتوكل شرف
  قال الرجاء لخوفي ... إنّ المخوف حليم
  إن كان ذنبي عظيما ... فإنّ ربّي كريم
  قد قال جل تعالى ... وهو العزيز الحكيم:
  نبئ عبادي أنّي ... أنا الغفور الرحيم
  فقال: خوفي فاقرأ ... ما بعدها يا فهيم
  اقرأ وإن عذابي ... هو العذاب الأليم
  فقال: في سبق هذا ... لذاك سرّ عظيم
  سل أهل علم المعاني ... ما ذلك التقديم
  وكتب إلى والده لمّا قطع رزقه المشار إليه:
  أيا والدا أربى وجودي بجوده ... وأصلا نمى في رأس دوحته فرعي
  لما تمنعوني الصرف من غير علّة ... ومعرفتي قد لازمت مانع المنع
  وقد أذهبت تنوين فضلي إضافة ... ملازمة للاتصال بلا دفع
  وإني عبد اللّه والأمر أمره ... يصرفني في الخفض والنصب والرفع
  ألمّ فيه بقول أبي المحاسن بن عنين:
  شكى ابن المؤيد من عزله ... وذمّ الزمان وأبدى السفه
  فقلت له لا تذم الزمان ... وتظلم أيامه المنصفه
  ولا تغضبنّ إذا ما صرفت ... فلا عدل فيك ولا معرفه
  ويقول ابن صرّدرّ:
  علمته باب المضاف تفاؤلا ... ورقيبه يغريه بالتنوين
  وله في صفة القات:
  أدر عليّ يواقيت من القات ... زبر جديّات أوراق وريقات
  يجلوتنا وله قلبي ورؤيته ... طرفي ويجلو به حالي وأوقاتي
  فلو به تحمل الأسرار نودعها ... قلوبنا ثم تسري في السريرات
  براق معراج قلبي حين يصعده ... جبريل روحي إلى أعلا سماواتي
  زيتونة زيتها الأضوا بها اتقدت ... فتيلة النّور في مصباح مشكاتي
  رأيت قلبي إليه قلبه مقة ... فليس بدعا إذا ما حنّ للقات
  كل المرادات فيه جمّعت فلذا ... توجهت نحوه كل الإرادات