[92] السيد أبو محمد عبد الله بن المتوكل شرف
  لين القدود وتلوين الخدود وتن ... عيم الورود ولذّات المذاقات
  وكم خصائص ترويها مشايخنا ... الاثبات عن سادة في الدين إثبات
  كله لما شيت عن دنيا وآخرة ... وجلب نفع ودفع للمضرّات
  وأكلة منه قال المرشدون بها ... تنوير سرّ اعتكاف الأربعينات
  فما أردت ارتقاء في سما نظري ... في الكون ألا جعلت القات مرقات
  فيرتقي بي إلى أقصى حقائقها ... والريّن يذهبه عن وجه مرآتي
  فينجلي في صفا ذاتي فتحسبني ... ذاتا له وأراه أنه ذاتي
  تكسيره منتج في الإنتها ترقا ... وعده عدة فافهم إشاراتي
  قلوب أضلعه تقرا وتأمرنا ... بالاتقا في فصيحات الإشارات
  ولم أسمع بمن مدحه سواه بهذا المنهج الصوفي، ومزاجه بارد يابس في الثانية قابض، ومنه مخدر يفعل فعل اليبروج والشهدانج وهذه صفة تكسيره الطبيعي.
  وأورد له الخفاجي، القصيدة البائية التي مطلعها:
  خطرت فقل للغصن صلّ على النّبي ... وبدت فقلنا للشّموس تحجّبي(١)
  وهي مشهورة أجاد فيها وخاصة المطلع فإنه سبق إلى رقته لا إلى معناه، فإن السابق إليه شيخ شيوخ حماه عبد العزيز الأنصاري في مخلص قال فيه:
  فمن رأى ذاك الوشا ... ح الصائم صلّا على محمّد
  وزاده الصيام وقد مرّ قول حيدر أغا في موشحته:
  وعوّذ طلعته واذكر محمّد
  ففيه أيضا من الرقة ما يوجب الصلاة والسلام على محمد وآله.
(١) بعض أبياتها في ريحانة الألبا ١/ ٤٥٢ - ٤٥٣.