[94] أبو محمد عبد الله بن محمد الكاتب
  وما يطيب الهوى إلّا لمنفرد ... بالحبّ ناب عن العذّال أبّاء
  أما رأت عينه أسماء واحدة ... وقد ثوت في فؤادي بالسويداء
  أدعا بأسماء نبزا في قبائلها ... كأن أسماء أضحت بعض أسماء
  تود كلّ النفوس أن تصير لها ... فدا فدتها إذا نفسي وحوباء
  ثنت أناملها عني وقد دميت ... من مهجتي فادّعتها وشم حنّاء
  ألقيت شعري فألقت شعرها طربا ... فالفيا بين أصباح وأمساء
  والغور أرض أودّائي وأجرعه ... ملاعبي حبّذا أرض الأودّاء
  أخبت هواجر قلبي كلّ هاجرة ... فالجمر قلبي والرمضاء أحشائي
  وشيّعتني نفس حرة فجعت ... بالماء في حرّة كالنار رجلاء
  عفت العراق فعداني قرا سرح ... ميلا عن جانب الزوراء زوراء
  ورمت بلغة عيش لا ينغصها ... ضيم يعود بإقناع وإقناء
  وليس تعجب يوما أنني رجل ... أرى الأذلّاء موتى غير أحياء
  فليس بيني وبين الدهر غير قلا ... وناقة ذات أقتاب وأحناء
  ومهمه مثل ظهر الترس متصل ... ببلدة مثل ظهر الرمح روحاء
  من كل قفر يباب يبره سدم ... ضمى الدلاء مظلّ للأدلاء
  أسير في فتية زهر وجوههم ... من الكرام الأسداء الأشدّاء
  من كل ندب إلى الهيجاء ومبتدر ... وكلّ شهم إلى العلياء رقاء
  وكلّ يعملة خطاره أحد ... تحدي باعيف حذاء وعدّاء
  ترمي الفلاة بهم سهلا إلى جبل ... كأنّه مقلة ترمى بأقذاء
  وكنت في ظما عيس فانتهيت إلى ... بحر يقلقل أضمائي بأرواء
  والبحر يعفى عن الحسي الركيّ ولم ... أكن لأبرد أحشائي بأحساء
  ومن مشهور مديحها:
  نعم تجنّب لا يوم العطاء كما ... تجنّب ابن عطاء لفظة الراء
  قلت: لو طار الصّاحب طربا لهذه القلادة التي هي أحسن من جناح الطاووس فبلغ النسر الطائر لما أبعد، ولعمري أنها تسلب الحجر بزخرفها، وتهزم كالشمس ظلم الهموم من سدفها، وفيها من الأمثال السائرة، والألفاظ الميحطة بالإحسان الدائرة، ما يعلم به حسن اختيار الصاحب، وعلمه بالكافي الكاتب، فهي أحسن همزيّة على الإطلاق.
  * * *