[95] السيد فخر الدين عبد الله بن علي الحسني
  وعلمه حدّث عن البحرين ولا عجب، أشاع الجد حليته ما بين بنيه فاشتهر، وقال الأدب لذويه إذ أرضاه هذا الإمام المنتظر.
  وهو من أعيان سادة العصر بصنعاء وعلمائهم، وأخذ العلم عن القاضي أوحد الزّمان جمال الدين علي بن يحيى البرطي وغيره من أهل صنعاء وله ذهن يتوقّد.
  وألّف «إرسال الذؤابة في الفرق بين القرابة والصحابة»، وسمعت أنّ له كتابا ذكر فيه مناقب شيخه وشيخنا السيد إمام المعقولات والطريقة الصوفية الحسن بن الحسين رحمة اللّه عليه، وله شعر كالصارم، يخفض المنتصب أو يسكّنه إسكان الجازم، فمن ذلك:
  لي صاحب أمنحه راغبا ... ما رام إلّا وصل أحبابي
  إن ذقت كاسات الهوى حلوة ... فليشرق الصاحب والصّابي
  أجاد وأحسن، واستحق الفضل على جعفر بن المطهّر الجرموزي - المذكور في الجيم(١) - لقوة الترشيح هنا وقوة السبك، وله أيضا:
  لما سكرت بريق من أحببته ... حتى كأني شارب لمعتّق
  بالغت في وصفي محاسن ثغره ... حتى وضعت رسالة في المنطق
  قلت: من رزق التهذيب لم يخف عليه شرح هذه الرسالة في المنطق، وله أيضا:
  يغالطني من بعد أن طال هجره ... وطلّ دمي منه بأحور أحوم
  أقول له: عن ذاك خدّك قد روى ... فقال: روى عن عندم ليس عن دم
  ونقلت من خطّه له:
  لعمرك لو ذقت خمر اللّما ... ودارت عليك أباريق ريقي
  لقلت مقالة ذي نشوة ... رأيت العذيب ووادي العقيق
(١) ترجمه المؤلف برقم ٤١.
في هامش ج: «أشار المؤلف | إلى قول السيد [جعفر بن] المطهر الجرموزي:
تعانقت أغصان بان اللوى ... فأشبهت أعطاف أحبابي
ومذ صبا قلبي صبا صاحبي ... آها على الصاحب والصابي».