[95] السيد فخر الدين عبد الله بن علي الحسني
  وله وهو معنى غريب:
  عابوه لمّا أن تبدت صفرة ... في خدّه المتورّد المصقول
  ما ذاك من ألم ألمّ وإنّما ... كثر انتظار الخدّ للتقبيل
  ومما يعجبني من شعره عقيب قتل زيد بن علي الجملولي الأهنومي، وكان يدّعي التنجيم فسار في وقت سعيد بن عمّه فقتله سعد الذّابح:
  من بعد ما عاينت زيدا لا أرى ... قول المنجّم غير زور فاضح
  مسراه في سعد السعود فلم غدا ... من صيحة في كفّ سعد الذّابح
  ونقلت من خطّه لنفسه في مديح السيد العلّامة ضياء الدين أبي محمّد زيد بن محمد بن الحسن(١)، وذكر أنّه نظمها في ذي القعدة سنة أربع ومائة وألف.
  ملأ الكاسات صرفا واحتسا ... وانثنى نحوي يحثّ إلأكؤسا
  فتعاطينا كؤوسا أفصحت ... إنّها قد غادرتني أخرسا
  وسقاني من كميت سبحت ... بالحجا في غمرات فرسا
  عجبا ظلّ بها عقلي وقد ... شعشعت لي من سناها قبسا
  وأساطير عذولي طمست ... فلكم نمّق زورا وأسا
  كم رسالات إليه لم تفد ... منه غيظا في حشاه كم رسا
  كم تلا الأعمى ملاما وإذا ... جاءه كالليل يتلو عبسا
  ليس بالقاسي على الصبّ فإن ... رام بي فتكا فلي دعوا القسا
  بعت خلّي مهجتي نقدا إذا ... ذكر الميثاق يوما أو نسا
  رشأ يسرقني روحي إذا ... ما تبدّا في القبا مختلسا
  وجهه كنز جمال فلذا ... بعضه بالبعض عنّا حرسا
  فسيوف اللّحظ تحمي ورده ... ونبال الهند تحمي نرجسا
  لو تراني وعنان الراح قد ... راض من أخلاقه ما شمسا
  قلت في ميدان سكري بعدما ... صرت فيه للطلا مفترسا
  يوم أنس فيه أنسيت النّوى ... ونسيم القرب فيه نسنسا
  أيّها الغاني بدينارين في ... وجنتيه أتواسى مفلسا
(١) ترجمه المؤلف برقم ٧٥.