[95] السيد فخر الدين عبد الله بن علي الحسني
  لا أسمّي من سباني حسنه ... إنّما التمويه فيه مذهبي
  يحسن الهجر به صونا له ... والضّنا في حبّه يحسن بي
  يا عذولي كفّ عذلي إنّما ... أنت عن حال المحبّين غبي
  لو ترى قدّ حبيبي ينثني ... كقضيب مايس من ذهب
  أو ترى الغرّة والوجه الذي ... جمع الما واضطرام اللّهب
  ناره والنور والنور غدا ... عجبا في عجب في عجب
  لا تظن الورق تشدو طربا ... ما أثار الشجو إلّا طربي
  فاترك العذل عن مبدي الهوى ... يا ابن ودّي لا تسل عن سببي
  ما سوى عيني لحيني جلبت ... أوقعتني في شراك النصب
  نظرت ريم اللوا في سربه ... فحلى في العين لمّا مرّ بي
  طمعت منه بوصل في الكرى ... وهو منها بمناط الشهب
  فلذا بالسهد والدمع معا ... ما تراها عوقبت بالسبب
  كلّما قيل سرا برق الدجا ... قلت نوم المغرم المكتئب
  أو سلى الصّب فقل عن صبره ... لا هوا أخدي ورد مذهبي
  أو سقى الغيث ديار المنحنا ... قلت من دمعي الغزير الصّيب
  حبّه عندي فرض واجب ... فلذا قولي لهم بالموجب
  وأرى أوجب من حبّي له ... مدحي المالك عالي الرّتب
  تكاد تسيل من الرقة وتخجل الخصور معانيها من الدقة، فراجعه بقوله:
  لا وقدّ تحت خدّ مذهب ... ما انتحال العشق إلّا مذهبي
  والتزام القدّ من شأني وان ... هزه مثل القنا يهزأ بي
  إن سبا قلبي المعنّى فلقد ... رقّ في الحبّ ومن رقّ سبي
  يا عذولي غاب رشدي في الهوى ... إنّما أنت عن الحبّ غبي
  فدع اللّوم بتفريطي نعم ... أنا فرّطت وهذا أدبي
  لا تحم حول حمى ذاك اللمى ... يا عذولي لا تكدّر مشربي
  داو قلبي من شفا ريقته ... فلصدغيه فعال العقرب
  واستمع من حليه في قدّه ... أن تهادى نغمات الطرب
  إن يكن بين ضلوعي ساكنا ... لا عجيب كلّما عزّ خبي
  ليت أقلام عذولي كسرت ... ليت أسباب الجفا لم تكتب