[95] السيد فخر الدين عبد الله بن علي الحسني
  إنّما شعرك ليل فإذا ... حوله العذّال أمست حرسا
  أنا للغرّة والشعر معا ... شاكر كلّ صباح ومسا
  إنّما وجهك من نور الضيا ... مستمدّ فهو يجلو الحندسا
  من علاه قد علا فوق ذكا ... وعلى هامة برجيس رسا
  من له نسمة آداب إذا ... زارت الأنفس أهدت نفسا
  بأبي يا عمر زيد طاهر ... ثوبه بين بني أهل الكسا
  مالك آثاره محمودة ... وهو في الآثار يتلو انسا
  هو كالبحر فزره للنّدا ... واخشه يوم الوغى ان حمسا
  مغنم التقوى زكاة حازها ... فطرة لم يحو منه خمسا
  وله جدّ حوى كلّ العلا ... عجبا والجد يحوي السدسا
  قلمي صدقني في مدحه ... فلهذا بمداد غطسا
  وهذه القصيدة من مختار الشعر ومحاسنه، وقد اشتملت على النوع الذي أبدع فيه المتأخرون وهو الاكتفاء مع التورية فجاء في عدّة أبيات منها كما يدركه المتأمل، بل فيها سائر أنواع البديع.
  وكتب إليه الفقيه الأديب العارف عبد القادر بن أحمد بن عبد المؤمن النزيلي الشافعي مباديا، وهو ظريف أديب، حسن الشكل، ذكي القلب، وقد جمعتني وإيّاه قراءة شرح الشيرازي على تهذيب المنطق في مقام شيخنا العارف الحسن بن الحسين بن المنصور باللّه |، ولحدّة طبعه ربّما شوّش ذهن الشيخ المذكور، وكتب القصيدة إلى السيد فخر الدين يلتمس إتمام شرح الإيجاز تأليف السيّد العلامة أبي محمد زيد بن محمد بن الحسن المذكور في حرف الزاي، ولحسن هذه القصيدة وحق رقة ناظمها أذكر بعض محاسنها وأوّلها(١):
  عدّ عن ذكر الحمى والكثب ... وأدر ذكرى بديع الشّنب
  وارو عن مكحول طرف منه قد ... أرشق القلب نبال الوصب
  وأدر كأس الطلا من ذكره ... ما زجا من ريقه بالضرب
  لا تغالطني بجيران النّقا ... فغزال الحسن أقصى أرب
  أنا أدري أين قلبي موثق ... وبمن هام ومن أين سبي
(١) ترجمه المؤلف برقم ٧٥.