نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[96] الإمام أبو الحسن عبد الله بن حمزة بن

صفحة 327 - الجزء 2

  وتوفي بظفار قرية من بلاد همدان وليست بالتي يقال فيها المثل المشهور (من دخل ظفار حمّر) وفيه دليل أن حمير فعيل فإنّها بناحية ذي رعين، وهو مثل.

  وقال القاضي الرشيد أحمد الدين الأسواني⁣(⁣١) في المقامة الحصينية وقد ذكر تغيّر لغة حمير، قيل: إن قوما من العرب وفدوا على ملك من ملوك حمير وهو في غرفة له وهي بلغتهم المشربة، فلمّا مثلوا بين يديه قال لهم: ثبوا، أي:

  اجلسوا، فرموا بأنفسهم من سطح كان عليه إلى الأرض فكسروا واستعظم الملك ما رأى من أمرهم وسأل عن حالهم، فأعلم ما تدل عليه ثبوا في لغتهم من الوثوب فإنّهم أرادوا طاعته فأسف وقال: «من ورد ظفار حمّر» فأرسلها مثلا، ومعناه أنه من توسّط بلاد قوم وجب عليه تعلّم لغتهم وسلوك سبيلهم.

  * * *

  وخوارزم شاه معناه ملك خوارزم، واسمه علاء الدين محمود بن تتش بن أرسلان سلطان خراسان وغزنه وعراق العجم، وكش ومكران وكرمان والعراق وأكثر بلاد الهند، وما وراء النهر وكان عظم شأنه وكانت دبادبه وطبوله وآلات نوبته من ذهب مرصّع بنفيس الجواهر وكان من مملكته تركستان، وهو السبب في خروج التتار، فإنّه تابع الحروب على ملوك الخطا حتى أضعفهم، وكانوا سورا على البلاد من التتار، ونصحه ملك الخطأ فلم ينجع فيه واتّهمة، فلمّا خرجوا هزموه من وراء النهر، ثم فتكوا بأهل تلك البلاد فتكا لم يسمع بمثله حتى أفنوهم، ولم يزالوا يتبعوه حتى مات سنة ٦٢٣، وكان عالما بالفقه والأصول، فرجع التتار حين أيسوا منه، فأخذوا مازندران وقتلوا ملكها، وكذلك فعلوا بالريّ وهمذان ومراغة وخراسان وخوارزم وفعلوا في هذه البلاد من قتل العلماء والصلحاء وتحريق المصاحف وتخريب الجوامع ما لم يسمع بمثله، وعادوا إلى ما وراء النهر.

  ثم جهز جنكز خان⁣(⁣٢) إلى جلال الدين بن علاء الدين المذكور اثني عشر ألف تتريا، وكان جلال الدين في غزنه ومعه ستون ألف فارس فانكسر التتار ثم جهز أكثر منهم فكسرهم أيضا وجاء هو بنفسه بجميع عسكره، وقد تفرق عن


(١) ترجمه المؤلف برقم ٢٠.

(٢) ترجمته في: شذرات الذهب ٥/ ١١٣، النجوم الزاهرة (أنظر فهرست ج ٧)، السلوك (أنظر فهرست ج ١).