[96] الإمام أبو الحسن عبد الله بن حمزة بن
  ولم تسمحوا بوشيك الوصال ... ولا النفس تسخو بقطع السبب
  فمن لي بذي ورع منصف ... ليقضي عليكم بما قد وجب
  ولولا اشتغالي بسدّ الثغور ... وبعث الجيوش وقود العصب
  لسرت إليكم مسير الرّياح ... في مرحجن(١) عظيم اللجب
  وقال يعزّيها عن أخيها وقد وجدت عليه وجدا عظيما:
  الحمد للّه الذي لم تزل ... أحكامه في خلقه قاضيه
  وكل من كان بها راضيا ... فإنه في عيشة راضيه
  وكل من كان لها ساخطا ... فأمّه في سقر هاويه
  كم قائل قد قال يا ليتها ... عند الرزايا كانت القاضيه
  يا بنت فضل ابن فضل وهل ... باق على الأيام أو باقيه
  كم من ملوك طال ما عمّروا ... فهل لهم في الأرض من باقيه
  توقّوا الموت بإمكانهم ... وما وقتهم بطشة الواقيه
  أين النبي المصطفى أحمد ... وصنوه حيدر والزاكيه
  ومنها:
  فسلّمي الأمر لمن أمره ... ينطح غلب العصب العاتيه
  ومن إذا أعاصاه ذو نخوة ... صبّ عليه الأخذة الرابيه
  لا يغلب اللّه على أمره ال ... نّافذ من راق ولا راقيه
  أعجز هذا الموت من يعتني ... بالطبّ من يونان والخالية
  لو أنّ ما غمّكم دفعه ... بالجرد والمرّان والماضية
  لخضت لجّ الهول يشتدّ بي ... طام شديد الأمر أو طاميه
  ومن قريش حولنا عصبة ... أظفارها يوم الوغى داميه
  يا متع صبرا أنت من دوحة ... باسقة زاكية ساميه
  والعقل في الإنسان أصل النهى ... وأنت فالعاقلة الوافيه(٢)
  وله أشعار أجلّ مما ذكرته ومنها ما هو في رتبة المتنبي إلا أني ذكرت الآن ما سنح.
(١) كذا في الأصل.
(٢) كاملة في الحدائق الوردية ٢/ ٨١٢ - ٨١٥، الغدير ٥/ ٣٩٩.