نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[2] أبو الحسن، إبراهيم بن أحمد اليافعي

صفحة 93 - الجزء 1

  والنكتة في موسى، وأقرن، ومقلبا، وبسيسا لا تخفى، وتشبيه الحسن ببلقيس جاء في شعر أبي سعيد وأبي عثمان الخالديين⁣(⁣١) الشاعرين المشهورين، قالا في قصيدة يتشكران فيها حسن صنيع سيف الدولة وقد بعث لهما وصيفة ووصيفا مع كل واحد منهما، كان فيها ثياب وكيس دنانير وبدرة، فقالا من قصيدة:

  لم يعد شكرك في البرية مطلقا ... إلّا ومالك في النوال حبيس

  خوّلتنا مما أجادت حوكة ... مضر وذادت حسنه تنليس

  وحبوتنا بدرا وشمسا أشرقت ... بهما لدنيا الظلمة الحنديس

  رشأ أتانا وهو حسنا يوسف ... وغزالة هي بهجة بلقيس

  هذا ولم تقنع بذاك وهذه ... حتى بعثت المال وهو نفيس

  أتت الوصيفة وهي تحمل بدرة ... وأتى على ظهر الوصيف الكيس

  فغدا لنا من فضلك المطعو ... م والمشروب والمنكوح والملبوس

  فقال لهما سيف الدولة أحسنتما إلّا في لفظة المنكوح، فليست مما يخاطب بها الملوك، وعدّ هنا من جيّد انتقاد سيف الدولة.

  وأنشدني السيد الأديب بدر الدين محمد بن علي بن محمد بن أحمد الحسيني المؤيدي من حفظه للشيخ أبي الحسن اليافعي من جملة قصيدة طويلة يمدح بها أبا يحيى محمد بن الحسن الممدوح سابقا بالكافيّة:


(١) هما الأخوان أبو بكر محمد - وهو الأكبر - وأبو عثمان سعيد ابنا هاشم بن سعيد بن وعلة، من بني عبد القيس، وقد نسبا إلى الخالدية وهي قرية من قرى الموصل، وقيل إلى أحد أجدادهما واسمه خالد. كلاهما شاعر مجيد، وأديب بارع، وكاتب بليغ، وكلاهما من خواص سيف الدولة الحمداني، وكانا معا مسؤولين عن خزانة كتبه. وكانا ينظمان الشعر ويصنفان الكتب مشتركين، ولا ينفردان إلا نادرا. فمن آثارهما المشتركة: التحف والهدايا، والأشباه والنظائر، والمختار من شعر بشار، وأخبار أبي تمام ومحاسن شعره، وأخبار شعر البحتري، وأخبار شعر ابن الرومي، وأخبار شعر مسلم بن الوليد، وديوان شعرهما. توفي أبو عثمان سعيد سنة ٣٧١ هـ وتوفي أبو بكر محمد سنة ٣٨٠ تقريبا. وهناك اختلافات كثيرة سنذكرها عند ذكر المصادر.

ترجمهما في: أعيان الشيعة ٣٥/ ٩٩ و ٤٧/ ١٠٧ وفيه: توفي محمد سنة ٣٨٦، وفوات الوفيات ١/ ٣٤٦ وفيه: توفي سعيد في حدود الأربعمائة ومعجم الأدباء ١١/ ٢٠٨ وفيه (سعد بن هاشم)، ويتيمة الدهر ٢/ ١٨٣، وفهرست ابن النديم / ٢٤٦، والذريعة ٩/ ٢٨٣ وفيه: توفي سعيد بعد أخيه محمد، واللباب ١/ ٣٣٩، مقدمة كتاب التحف والهدايا بقلم سامي الدهان، وفيه توفي سعيد بعد محمد، أنوار الربيع ٣ / هـ ٢٢٢.