نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[2] أبو الحسن، إبراهيم بن أحمد اليافعي

صفحة 92 - الجزء 1

  قد كاد يتلف بالظما لكنه ... نال الشفا لما تبرّك بالولي

  وللشيخ إبراهيم اليافعي والشيخ الأديب إبراهيم بن صالح الهندي⁣(⁣١) في القاضي أبي الفرج البصري الشاعر، وكان مضحكا بالدعوى العريضة مع ركّة شعره، فذم اليمن ومدح بشعره امرأة، وبلغها أنه دخل إلى ذي جبلة وعليه عباءة مرجوخة خضراء، وهناك جاموس توهّم أن العباءة قتّ أو حشيش فنطح القاضي، أنشد لي الشيخ إبراهيم برداع سنة ست ومائة وألف قال: لما بلغتنا قصّته قلت أنا والشيخ إبراهيم فيها هذه الأبيات وكتبناها إليه، فكل صدورها للهندي، وأعجازها - بفتح الهمزة وكسرها - لي:

  قلقل ركابك واترك التعريسا ... حتى تجوز المربع المأنوسا

  وانزل بجبلة حبذا من بلدة ... تحكي ببهجة حسنها الفردوسا

  حفت بها الأنهار حتى شمرت ... ساقا فحاكت في البها بلقيسا

  وبها سليمان وخاتم ملكه ... سيف يفيض به طلى ورؤوسا

  قد أمن الغزلان في فلواتها ... حتى لقد سكن الغزال الخيسا

  ومن العجائب والعجائب جمة ... والدهر مثخن جرحه لا يوسا

  أن الفتى القاضي أبا فرج غدا ... في دهره لا يأمن الجاموسا

  جاموس حرث قد نحاه بكلكل ... كالطور دك وما أتاه موسى

  يا قاضي الأدباء بل يا فاضلا ... في المكرمات وفي الفخار رئيسا

  صبرا لحادثة أتت من أقرن ... أصبحت فيها معلفا ونسيسا

  فالمرء قد يزهو برونق لبسه ... فدع التلبس واترك التلبيسا⁣(⁣٢)


(١) إبراهيم بن صالح الهندي المهتدي اليمني الصنعاني الحنفي، من شعراء اليمن البارزين في عصره، له «ديوان شعر» في مجلد ضخم، رآه الشوكاني، و «براهين الإحتجاج» مفاخرة بين القوس والبندق. أصله من الهند، ولد ونشأ بصنعاء ومات بروضة حاتم من أعمالها سنة ١١٠١ هـ، قدم أبوه إلى اليمن وأسلم في صنعاء، ولإبراهيم مدائح في معاصريه من أئمة اليمن، وأقصاه المهدي صاحب المواهب، فانطقع إلى العبادة.

ترجمته في: البدر الطالع ١/ ١٦، هدية العارفين ١/ ٣٤ وفيه: توفي سنة ١٠٩٩، نفحات العنبر، مرآة الحرمين، سلافة العصر ٤٧٧ - ٤٨٧، نشر العرف ١/ ٢٩ - ٤٠.

(٢) نشر العرف ١/ ٩ - ١٠.