[96] الإمام أبو الحسن عبد الله بن حمزة بن
  وأمّا جنكر خان فقد ذكره ابن شاكر في فوات الوفيات(١) فقال: جنكز خان طاغية التتار وملكهم الأول الذي خرب البلاد ولم يكن للتتار قبله ذكر وإنّما كانوا ببادية الصين فملكوه عليهم وأطاعوه طاعة أصحاب نبي لنبيّ لهم، وكان مبدأ ملكه سنة تسع وتسعين وخمسمائة، واستولى على مدن خراسان سنة ثمان عشرة، ولما رجع من حرب السلطان جلال الدين خوارزم شاه على نهر السّند ووصل إلى مدينة بنكث من بلاد الخطا مرض بها، ومات في رابع شهر رمضان سنة أربع وعشرين وستمائة، وكان ملكه خمسا وعشرين سنة، وكان اسمه قبل الملك تمرحين، وخلف ستة أولاد، وفوض الأمر إلى ازكياي(٢) أحدهم بعدما استشار الخمسة الآخرين، فلما هلك امتنع ازكياي من الأمر، وقال: في أخوتي وأعمامي من هو. أكبر منّي، فلم يزالوا به أربعين يوما حتى تملّك عليهم، ولقّبوه القان الأعظم، ومعناه الخليفة فيما قيل، وبعث جنوده، وفتح الفتوحات، وطالت أيامه، وولي بعده مونكو كان(٣)، وولي بعده أخوه قيلاي(٤) وطالت أيام قيلاي وبقي في الأمر إلى سنة أربع وسبعمائة ومات بمدينة خان بالق.
  ويقال: إنه لمّا كان خوارزم شاه يغزو هؤلاء الأتراك ويسبيهم ويقتلهم ويمنعهم عن الخروج من حدود بلادهم اجتمع التتار وشكوا ما يلاقون منه وما هم فيه من الضيق والبلاء، فقال لهم جنكز خان: إن ملكتموني عليكم والتزمتم لي بالطاعة التزام «اليسو»(٥) الذي أصنع لكم شرعة رددت خوارزم شاه عنكم فالتزموا له بذلك.
  وكان مما وضعه لهم: إن كل من أحبّ امرأة بنتا كانت أو غيرها لا يمنع من الزواج ولو كان زبّالا والامرأة بنت ملك، وكان غرضه أن يتناكحوا بشهوة شديدة فيتضاعف نسلهم، ويكثر عددهم، فلمّا تقرّر ذلك ودخلوا فيه عقد بينهم وبين خوارزم شاه هدنة عشرين سنة، فما جاءت العشرين إلّا وهم أمم لا يحصرون ولا يحصون.
(١) في الأصل: «تفويت الوفيات» وهو تصحيف.
(٢) كذا في الأصل، وفي الفوات: «أركناي».
(٣) كذا في الأصل، وفي فوات الوفيات: «موركونا».
(٤) كذا في الأصل، وفي الفوات: «قبلاي».
(٥) كذا في الأصل: وفي الفوات: «النسق».