[96] الإمام أبو الحسن عبد الله بن حمزة بن
  وكان من جملة ما شرعه: أنه إذا حرّم ألقان على أحد شيئا فلا يحلّ له أن يأتيه حتى الممات، وقرّر لهم من أن رعف وهو يأكل قتل كائنا من كان، وقرّر لهم أن كل من لم يمض حكم أليسوا(١) ولم يعمل به قتل أيضا، وأراد أن يذهب الكبار الذين فيهم، لعلمه أنّه يداخلهم الحسد ويستصغرونه، فتركهم وهم على سماطه يوما ورعّف نفسه، فلم يجسر أحد أن يمضي فيه حكمه لمهابته وجبروته، فتركوه ولم يطلبوه بما قرّر، وهابوه في ذلك، فتركهم أيّاما وجمعهم وقال: لأيّ شيء ما أمضيتم حكم أليسوا(١) وقد رعفت وأنا آكل بينكم؟ فقالوا: لم نجسر على ذلك، فقال: ألم تعلموا بأليسوا(١) ولا أمضيتم حكمه وقد وجب قتلكم، فقتل أكابرهم واستراح منهم.
  والترك يزعمون أنّه من ولد الشمس، لأنّ في صحاريهم أماكن فيها غاب الغاب لا يقربه أحد من الذكران، وأنّ أمّه أعتقت فرجها وغابت فيه مدّة وأتتهم به، وقالت: هذا من الشمس لأن الشمس دخلت في فرجي في بعض الأيام وأنا اغتسل، فحملت بهذا، ويقال: إنّه كان حدادا(٢) ويسمّون الآن بالهند المغل.
  وما أحسن قول الشيخ جمال الدين بن نباتة:
  من المغل أشكو عنده ألم الهوى ... فطبّ الهوى عندي كما قيل بالمغل(٣)
  وقال أحمد بن عليّ المقريزي: أن جنكز خان لمّا غلب أوتك خان وصارت له دولة قرّر قواعد وعقوبات أثبتها في كتاب سمّاه «ياسا» ومن الناس من سمّاه «اليسو» ونقشه نقشا في صحائف الفولاذ وجعله شريعة لقومه فالتزموه بعده.
  قال: وأخبرني العبد الصالح الداعي إلى اللّه أبو هاشم أحمد بن البرهان أنه رأى نسخة: من «الياسا» بخزانة المدرسة المستنصرية ببغداد.
  ومن جملة ما شرعه جنكز خان في «ياسا»: أنه من زنا قتل ولم يفرق بين المحصن وغيره، ومن لاط قتل، ومن تعمّد الكذب أو سحر أو تجسس على أحد
(١) أنظر الهامش السابق.
(٢) فوات الوفيات ١/ ٢١١ - ٢١٣.
(٣) كاملة في ديوان ابن نباته المصري ٣٧٦ - ٣٧٨.