نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[98] أبو محمد عبيد الله بن أحمد بن معروف

صفحة 338 - الجزء 2

  سمعت أبا القاسم التنوخي يقول: كان الصاحب أبو القاسم بن عبّاد يقول:

  كنت أشتهي أن أدخل بغداد فأشهد جرأة محمد بن عمر العلوي، وتنسّك أبي محمد الموسوي، وظرف أبي محمد ابن معروف.

  قال الخطيب: وقال لي التنوخي: بلغني أن أبا محمد ابن معروف جلس يوما للحكم في جامع الرصافة، فاستدعى بأصحاب القصص إليه، فتتبّعها ووقّع في أكثرها، ثم نظر في بعضها فإذا فيها ذكر له بالقبيح وإيقافه على وضاعته وسقوط أصله، ثم تنبيهه وتذكيره بأحوال غير جميلة وتعديد ذلك عليه، فقلب الرقعة وكتب على ظاهرها شعرا:

  العالم العاقل ابن نفسه ... أغناه علم جنسه عن جنسه

  كن ابن من شيت وكن كيّسا ... فإنّما المرء بفضل كيسه

  كم بين من تكرمه لغيره ... وبين من تكرمه لنفسه

  من إنما حياته لغيره ... فيومه أولى به من أمسه⁣(⁣١)

  وقال أيضا: حدثني علي بن محمد الصّوري قال: أنشدني القاضي أبو عصمة أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الملك بن زيد بن⁣(⁣٢) الهيثم بطرابلس قال:

  أنشدني قاضي القضاة أبو محمد عبيد اللّه بن أحمد المعروف لنفسه ببغداد مضمنا البيت الآخر:

  أشتاقكم إشتياق الأرض وابلها ... والأمّ واحدها والغايب الوطنا

  أبيت أطلب أبيات السلوّ فما ... ظفرت الّا ببيت شفّني وعنا

  استودع اللّه قوما ما ذكرتهم ... الّا تحدّر من عيني ما خزنا⁣(⁣٣)

  قال الخطيب: وقد أنشدني الصوري الأبيات التي ضمّن ابن معروف منها شعر البيت الآخر:

  يا صاحبي سلا الأطلال والدّمنا ... متى يعود إلى عسفان من ضعنا

  إن اللّيالي التي كنّا نسّر بها ... أبدا تذكرها في مهجتي حزنا

  أستودع اللّه قوما ما ذكرتهم ... إلا تحدّر من عينيّ ما خزنا


(١) تاريخ بغداد ١٠/ ٣٦٦.

(٢) كذا في الأصل.

(٣) تاريخ بغداد ١٠/ ٣٦٧.