كان الزمان بنا غرّا فما برحت ... أيدي الحوادث حتى فطّنته بنا⁣^(⁣١)

  قلت أنا: أجاد في البيت الآخر.

  وقال الخطيب: أنشدنا علي بن أبي علي، قال: أنشدني قاضي القضاة أبو محمد ابن معروف لنفسه:

  يا بؤس للإنسان في ال ... دّنيا وإن نال الأمل

  يعيش مكتوم العلل ... فيها ومكتوم الأجل

  بينا يرى في صحّة ... مغتبطا قيل اعتلل

  وبينما يوجد في ... ها ثاويا قيل انتقل

  فأوفر الحظّ لمن ... يتبعه حسن العمل⁣^(⁣٢)

  قلت: فك الإدغام يجوز للضرورة مثل قول رؤبة: الحمد للّه العليّ الأجلل.

  وذكر الخطيب: عن العسقي: أنه توفي يوم السبت لسبع خلون من صفر سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة، قال: وكان له في كلّ سنة مجلسان يجلس فيهما للحديث أوّل يوم من المحرّم وأوّل يوم من رجب، ولم يكن له سماع كثير، وكان مجردا في مذهب الاعتزال، وكان عفيفا نزها في القضاء لم ير مثله في نزاهته وعفّته، وصلّى عليه في داره أبو أحمد الموسوي العلويّ وكبّر عليه خمسا، ثم حمل تابوته إلى جامع المنصور وصلّى عليه أربعا، وحمل إلى داره على شاطئ دجلة فدفن فيها، ووقع لي أنه كان متشيّعا.

(١) تاريخ بغداد ١٠/ ٣٦٧.

(٢) تاريخ بغداد ١٠/ ٣٦٧.