نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[100] الشيخ الصالح عبد الهادي بن محمد السودي

صفحة 346 - الجزء 2

  بسبب إكثاره لأكل القات فخفّ دماغه واللّه أعلم، وصار فقيرا ينسب إلى الشيخ أحمد بن علوان الصوفي.

  وأخبرني شيخنا السيد المحقق الحسن بن الحسين بن المنصور: أنه حصلت له كرامات بإب وذاك إنه دخلها وبها بعض المشائخ ومن عاداتهم أن الشيخ لا يساكن الشيخ في بلد واحد، فحصل لعبد الهادي قلق أزعجه بسبب سرّ ذلك الشيخ، فنام فرأى في منامه الشيخ أحمد بن علوان فشكى له ما لقي بسبب الشيخ الإبّي، ولما أصبح قويت نفسه وسكن جأشه فمدح الشيخ أحمد بقصيدة طويلة لم أكتبها من إملائه.

  وبالجملة، فكان من الفضلاء، ولمّا وصل إلى تعز خلع لباس الوقار، ولبس ثياب الفقر، وساح في شوارعها.

  وذكره الشهاب الخفاجي في ريحانته وأورد من شعره:

  كيف حاروا فيك واعجبا ... يا منى سمعي ويا بصري

  أنت لا تخفى على أحد ... غير أعشى الفكر والنّظر

  حيرة عمّت وأيّ فتى ... رام عرفانا ولم يحر⁣(⁣١)

  ونقلت من خطّ السيد حسن بن مطهر الجرموزي وقد مضى ذكره في الحاء⁣(⁣٢) للشيخ عبد الهادي المذكور:

  لا وقدّ منك معتدل ... عن غرامي فيك لم أمل

  ليس لي عطف على أحد ... لا ولا ميل إلى بدل

  بك يا سولي ظفرت فلم ... التفت للدار والطلل

  وجهك المغنى فديتك عن ... ظلل الإيضاح والجمل

  طاب قلب أنت ساكنه ... وفؤاد من سواك خلي

  لو رآك العاذلون صبوا ... وقضوا بالإثم في العذل

  ما على العذّال من دنفي ... فالهوى عدل عليّ ولي

  وله أيضا: من خط المذكور:


(١) ريحانة الألبا ١/ ٤٦٠.

(٢) ترجمه المؤلف برقم ٥٢.