[2] أبو الحسن، إبراهيم بن أحمد اليافعي
  إذا لم تغض مني العيون فلا رأت(١) ... منازله بالقرب تزهو وتزهر
  وإن لم تواصل غادة السفح مقلتي ... فلا غادها عيش بمغناه أخضر(٢)
  والذي أظن أن الشيخ إبراهيم أراد معارضتها على وزنها وروّيها، ولا بأس بذكر بعضها فإنّها غرّة في جبين القصائد وأوّلها:
  صحا القلب لولا نسمة تتخطّر ... ولمعة برق بالغضا تتسعّر
  وذكر جبين البابلية إذ بدا ... هلال الدجى والشيء بالشيء يذكر
  سقى اللّه أكناف الغضا سائل الحيا ... وإن كنت أسقى أدمعا تتحدر
  وعيشا نضا عنه الزمان بياضه ... وخلّفه في الرأس يزهو ويزهر
  تغير ذاك العيش مع من أحبه ... ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغير
  وكان الصبى ليلا وكنت كحالم ... فيا أسفي والشيب كالصبح يسفر
  يعللني تحت العمامة كتمه ... فيعتاد قلبي حسرة حين أحسر
  وينكرني ليلي وما خلت أنه ... إذا وضع المرء العمامة ينكر
  وغيدآء أما جفنها فمؤنث ... كليل وأما لحظها فمذكّر
  يروقك جمع الحسن في لحظاتها ... على أنه بالجفن جمع مكسّر
  يشفّ وراء المشرفيّة خدها ... كما شفّ من دون الزجاجة مسكر
  خليليّ كم روض نزلت فناءه ... وفيه ربيع للنزيل وجعفر
  وفارقته والطير صافرة به ... وكم مثلها فارقتها وهي تصفر
  إلى أعين بالماء نضّاخة الصفا ... إذا سدّ منها منخر جاش منخر
  نداماي من خود وراح وقينة ... ثلاث شخوص كاعبات ومعصر
  وما أحسن قوله منها:
  إذا جرّدت من بردها فهي عبلة ... وإن جرّدت ألحاظها فهي عنتر(٣)
= ترجمته في: البدر الطالع ٢/ ٢٥٢، والنجوم الزاهرة ١١/ ٩٥، وهدية العارفين ٢/ ١٦٤، والكنى والألقاب ١/ ٤٢٩، أنوار الربيع ١ / هـ ٤٥.
(١) في هامش الأصل وديوان ابن نباته: «إذا لم تغض عيني العقيق فلا رأت».
(٢) كاملة في ديوان ابن نباته المصري ١٨٠. وفيه: «فلا عادها عيش ...».
(٣) كاملة في ديوان ابن نباته المصري. ١٨٠ - ١٨٣.