[2] أبو الحسن، إبراهيم بن أحمد اليافعي
  لأن عنترة العبسي(١) كان يشبب بعبلة في كثير من شعره ومنه:
  يا دار عبلة من مشارق مأسل ... درس الطلول وعهدها لم يمحل
  واستبدلت عفر الظباء كأنما ... أبعادها في الصيف حب الفلفل
  فقد راعى الجمال النظير، وجاء في كلها بما يترك المحلق مقصّر وهو حسير.
  ومما يدلّ على أن اليافعي عارضها، إن الجمال استعمل فيها التضمين من قول كثيّر(٢):
  «ومن ذا الذي يا عزّ لا يتغيّر»
  والتلميح إلى قول الحماسي:
  أنا ابن جلا وقلّاع الثنايا ... متى أضع العمامة تعرفوني(٣)
(١) هو أبو المغلس، عنترة بن شداد العبسي، من أهل نجد، وأمه اسمها زبيبة، ومنها لحقه السواد.
كان من فرسان العرب وأجوادهم المشهورين من شعراء الطبقة الأولى، ومن أصحاب المعلقات.
أما قصته المشهورة، فقد ثبت لدى المحققين أنها موضوعة، وفي من وضعها أقوال كثيرة، ولكنها تعتبر من بدائع آداب العرب. قتل عنترة في بداية القرن السابع للميلاد، على اثر غارته على بني نبهان، حيث تصدى له رجل يدعى الأسد الرهيص فرماه وأرداه قتيلا.
ترجمته في: الأغاني ٨/ ٢٤٤، شرح شواهد المغنى / ٤٨١، تاريخ آداب اللغة العربية لزيدان ١/ ١٢٧، الشعر والشعراء / ١٧١، شرح القصائد السبع الطوال / ٢٩٣، مقدمة ديوان عنترة طبع دار صادر ببيروت، أنوار الربيع ١ / هـ ٣٦٧.
(٢) كثيّر بن عبد الرحمن، ترجمه المؤلف برقم ١٣٧.
(٣) البيت لسحيم بن وثيلة بن أعيقر الرياحي، وهو شاعر مخضرم عاش في الجاهلية أربعين سنة، وفي الإسلام ستين سنة، وهو صاحب القصة المشهورة في المعاقرة، وملخصها: أصابت بني تميم مجاعة في خلافة أمير المؤمنين علي # فعقر غالب بن صعصعة والد الفرزدق، ناقة وصنع منها طعاما وفرقه على بيوت الحي، وأرسل منه جفنة إلى سحيم، فغضب وردها. وعقر سحيم ناقة، فعقر غالب أخرى، وتفاخرا في النحر حتى نحر غالب مائة، وقصر سحيم. فلما ورد الكوفة وبخه قومه، فاعتذر بغيبة أبله عنه، ولما جاءت نحر مائة مرة واحدة (وقيل ثلاثمائة) على كناسة الكوفة. فمنع أمير المؤمنين # من أكلها وقال (إنها مما أهلّ لغير اللّه) فبقيت لحومها على الكناسة فأكلها الكلاب والعقبان.
ترجمته في:
أمالي القالي ٣/ ٥٢، الأصمعيات / ١٧، معجم الديوان ٣/ ٤٣٠ مادة (صؤر)، أنوار الربيع ٦ / هـ ٧٥.