نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[102] أبو محمد عبد السلام بن رغبان بن عبد

صفحة 356 - الجزء 2

  محمد من تحت مصلّاه درجا كبيرا فيه من أشعاره فأعطاه أبا تمّام وقال: تكسّب بهذا فأخذه أبو تمّام وخرج⁣(⁣١).

  وذكر ابن خلكان، عن أبي الجراح صاحب كتاب الورقة: أن ديك الجن مولى طي، وأصله من مدينة سلمية، ومولده بحمص، وتميم أول من أسلم من آبائه على يد حبيب بن مسلمة الفهري وكان أخذ محاربا فأسلم وكان ديك الجن ماجنا خليعا متلافا لما ورثه من أبيه، وشعره في غاية الجودة.

  وحدّث عبد اللّه بن محمد بن عبد الملك الزبيدي قال: كنت جالسا عند ديك الجنّ فدخل عليه حدث فسلم وذكر الحكاية المذكورة آنفا، فلما خرج سألته عنه فقال: هذا فتى من حاسم⁣(⁣٢) يذكر أنه من طيء، يكنى أبا تمّام واسمه حبيب ابن أوس، وفيه أدب وذكاء، وله قريحة وطبع.

  قال: وعمّر ديك الجنّ حتّى مات أبو تمّام فرثاه⁣(⁣٣).

  ولمّا سافر أبو نؤاس من بغداد إلى مصر قاصدا للخصيب عاملها إجتاز بحمص فجاء إلى دار ديك الجنّ فاستأذن عليه، فقال ديك الجنّ للجارية: قولي ليس هو هنا، ففهم أبو نوّاس إنّه إستحى من ملاقاته، فقال لها: قولي له أخرج فقد فتنت أهل العراق بقولك:

  مورّدة من كفّ ظبي كأنها ... تناولها من خدّه فأدارها

  فأبلغته الجارية، فخرج إلى أبي نواس فأضافه واعتذر إليه، وأوّل الأبيات التي هذا البيت منها:

  بها غير معذول فداو خمارها ... وصل بعشيّات الغبوق ابتكارها⁣(⁣٤)

  ونل من عظيم الوزر كلّ عظيمة ... إذا ذكرت خاف الحفيظان نارها⁣(⁣٥)

  وقم أنت فاحثث كأسها غير صاغر ... ولا تسق إلا خمرها وعقارها


(١) لم أعثر عليها في الأغاني بأخبار أبي تمام أو ديك الجن!

(٢) في الوفيات: «فتى من أهل جاسم».

(٣) وفيات الأعيان ٣/ ١٨٤ / ١٨٥.

(٤) الخمار: صداع الخمر. الغبوق: شرب المساء ويقابله الصبوح وهو شرب الصباح.

(٥) الحفيظان: الملكان اللذان يحفظان الرجل ويحصيان أعماله.