[102] أبو محمد عبد السلام بن رغبان بن عبد
  فقام تكاد الكأس يحرق كفّه ... من النار أو من وجنتيه استعارها
  مورّدة من كفّ ظبي كأنما ... تناولها من خدّه فأدارها
  ظللنا بأيدينا نشعشع روحها ... فتأخذ من أقدامنا الرّاح ثارها(١)
  أخذ هذا المعنى الشيخ جمال الدين بن نباتة فقال من تائيّتة:
  تذكرت عند قوم دوس أرجلهم ... فاسترجعت من رؤوس القوم ثارات(٢)
  ومن الأوّل قول أبي نواس:
  «وداوني بالتي كانت هي الدّاء»
  قال أبو الفرج: وكان ديك الجن قد استهتر بجارية نصرانية من أهل حمص، وغلبت عليه وذهبت به، فدعاها إلى الإسلام فأسلمت على يديه واسمها ورد، فتزوجها ثم سعي بها إليه بعد مدّة وذكر له أنّها تخالط غيره فقتلها، وصحّ له بعد ذلك براءتها، فندم أشد الندم، وله فيها عدة مراث، وقال فيها حين تزوّجها:
  أنظر إلى شمس القصور وبدرها ... وإلى خزاماها وبهجة زهرها(٣)
  لم تبل عينك أبيضا في أسود ... جمع الجمال كوجهها في شعرها(٤)
  وردّية الوجنات تختبر اسمها ... من ريقها من لا يحيط بخبرها
  وتمايلت فضحكت من أرادفها ... عجبا ولكنّي بكيت لخصرها
  تسقيك كأس مدامة من كفّها ... ورديّة ومدامة من ثغرها(٥)
  وله بعد قتلها:
  لك نفس مواتيه ... والمنايا معاديه(٦)
(١) وفيات الأعيان ٣/ ١٨٥، زهر الآداب، العمدة، ديوان المعاني، ديوانه ط سوريا ٣٨ - ٣٩.
(٢) ديوان ابن نباته المصري.
(٣) الخزامى: نبت طيب الرائحة زهره أطيب الأزهار نفحة.
(٤) تبلو: تختبر.
(٥) الأغاني ١٤/ ٥٦، محاضرات الأدباء، ديوانه ط سوريا ٥٤ - ٥٥.
(٦) مواتية: موافقة وملائمة.