[102] أبو محمد عبد السلام بن رغبان بن عبد
  يا طاقة الآس التي لم تمل ... إلّا أذلّت قضب الآس(١)
  وثقت بالكأس وشرّا بها ... وحتف أمثالك في الكاس(٢)
  وحال ميماس ويا بعدما ... بين مغيثيك وميماس
  تقطّع انفاسك في أثرهم ... كلّهم في قطع أنفاسي(٣)
  لا بأس مولاي، على أنها ... نهاية المكروه والباس
  فاله ودع عنك أحاديثهم ... سيصبح الذّاكر كالنّاسي(٤)
  وقال فيه:
  قولا لبكر بن دهمرد إذا اعتكرت ... عساكر اللّيل بين الطّاس والجام(٥)
  ألم أقل لك إنّ الكبر مهلكة ... والبغي والعجب إفساد لأقوام
  قد كنت تفرق من سهم تعاينه ... فصرت غير رميم رقعة الرامي(٦)
  وكنت تفزع من لثم ومن قبل ... فقد ذللت لإسراج وإلجام
  ان تدم فخذاك من ركض فربّتما ... أمسي وقلبي عليك الموجع الدامي(٧)
  وشعره في غاية الجودة، وتوفي في خلافة المتوكّل سنة ست وثلاثين ومائتين، ¦
  * * *
  بفتح الراء وإسكان الغين المعجمة وبعد الباء الموحدة ألف ونون، واللّه أعلم.
(١) الآس: شجر دائم الخضرة، بيضي الورق، أبيض الزهر أو ورديه، عطري، وثماره لبية سود تؤكل غضة، تجفف فتكون من التوابل، وهو من فصيلة الآسيات. ماد: مال واهتز.
(٢) الحتف: الموت.
(٣) الأثر: اكثار الفحل من ضراب الناقة. واستعمل هنا للإنسان. - يقال: ملك العجين: إذا أنعم عجنه. وهنا على سبيل التشبيه.
(٤) الأغاني ١٤/ ٦٢ - ٦٣، ديوانه ٥٨ - ٥٩.
(٥) اعتكر: أظلم. الجام: الكأس.
(٦) تفرق: تخاف. - سهم غانية: نظرتها. - الرميم: البالي. قال تعالى: {وَضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ}. سورة يس: الآية ٧٨.
(٧) الأغاني ١٤/ ٦٣، ديوانه ٩٤ - ٩٥.