[102] أبو محمد عبد السلام بن رغبان بن عبد
  أيّها القلب لا تعد ... لهوى البيض ثانيه(١)
  ليس برق يكون أخ ... لب من برق غانيه(٢)
  خنت من لم يخنك سرّ ... ا فموتي علانيه(٣)
  وله فيها:
  يا طلعة طلع الحمام عليها ... وجنى لها ثمر الرّدى بيديها(٤)
  روّيت من دمها الثّرى ولطالما ... روّى الهوى شفتيّ من شفتيها
  قد بات سيفي في مجال وشاحها ... ومدامعي تجري على خدّيها(٥)
  فوحقّ نعليها وما وطئ الحصى ... شيء أعزّ عليّ من نعليها
  ما رحت أقتلها لأنّي لم أكن ... أبكي إذا وقع الذّباب عليها
  لكن ضننت على العيون بحسنها ... وأنفت من نظر الحسود إليها(٦)
  وله فيها غير ذلك وهو مخطئ في فعله غير معذور، لكن هذا الديك كالهرة تأكل أولادها من المحبّة.
  وقد سرد ابن أبي حجلة في ديوان الصبابة(٧) قصّته الشنيعة كلها وما قال فيها من الأشعار.
  وذكرها أيضا أبو بكر الخرايطي في كتاب اعتلال القلوب.
  وقال أبو الفرج: كان ديك الجنّ يهوى غلاما من أهل حمص اسمه بكر بن بهمرد وكان شديد التمنع والتصاون فاحتال عليه قوم من أهل حمص فأخرجوه إلى متنزّه لهم يعرف بميماس فأسكروه وفسقوا به جميعا فقال فيه:
  قل لهضيم الكشح ميّاس ... أينقض العهد من النّاس(٨)
(١) البيض: النساء.
(٢) اخلب: اخدع - الغانية: المرأة الغنية بحسنها وجمالها عن الزينة وجمعها غوان.
(٣) الأغاني ١٤/ ٥٨، ديوانه ١١٤.
(٤) الردى: الموت. -
(٥) الوشاح: نسيج عريض يرصع بالجوهر، وتشده المرأة بين عاتقها وكشحيها.
(٦) الأغاني ١٤/ ٥٨ - ٥٩، تزيين الأسواق، ديوانه ١١٢ - ١١٣.
(٧) ديوان الصبابة ٩٧.
(٨) هضيم الكشح: رقيق الخصر. مياس: من ماس أي تبختر.