[103] الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن
  وله أيضا وأجاد:
  قل لمن خدّه من اللحظ دام ... رق لي من جوانح فيك تدمى
  أنا خاطرت في هواك بقلب ... ركب البحر فيك إمّا وإمّا
  يا سقيم الجفون من غير سقم ... لا تلمني أن متّ منهن سقما(١)
  وهكذا الاكتفاء بهذه الرقّة من خصائص علي.
  وله أيضا:
  ولمّا تفرّقنا كما شاءت الهوى(٢) ... تبيّن حبّ خالص وتودّد
  كأنّي وقد بان الخليط عشيّة ... أخو جنّة ممّا أقوم وأقعد(٣)
  قال ابن خلكان: وحكى الخطيب أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي اللغوي: أن أبا الحسن علي بن أحمد الفالي كانت له نسخة لكتاب الجمهرة لابن دريد في غاية الجودة، فدعته الحاجة إلى بيعها فاشتراها المرتضى أبو القاسم المذكور بستّين دينارا وتصفحها فوجد فيها أبياتا بخط بايعها أبي الحسن الفالي هي:
  أنست بها عشرين حولا وبعتها ... لقد طال وجدي بعدها وحنيني
  وما كان ظنّي أنني سأبيعها ... ولو خلّدتني في السجون ديوني
  ولكن لضعف وافتقار وصبية ... صغار عليهم تستهلّ شؤوني
  فقلت ولم أملك سوابق عبرة ... مقالة مكويّ الفؤاد حزين:
  «وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ... كرائم من ربّ بهن ضنين»(٤)
  فلما قرأ الأبيات أرجع له النسخة ووهب له الدنانير.
  وكان بين المرتضى وبين أبي العلاء المعري مكاتبات بالشعر يضمها ديوانه «سقط الزند»، ومحاسنه كثيرة، وشعره وعلمه أكثر من أن يحصر.
  كانت ولادته سنة خمس وخمسين وثلاثمائة.
(١) وفيات الأعيان ٣/ ٣١٥ - ٣١٦، أنوار الربيع ٤/ ١٤٩، ديوانه ٣/ ٢٢٢.
(٢) في هامش ب: «النوى».
(٣) وفيات الأعيان ٣/ ٣١٤ - ٣١٥، أنوار الربيع ٤/ ١٥٠، ديوانه ١/ ٢٣٣.
(٤) وفيات الأعيان ٣/ ٣١٦.