[103] الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن
  وأبرزتها بطحاء مكّة بعدما ... أصات المنادي بالصّلاة فأعتما(١)
  وسألني إجازة هذا البيت، وأن أجعل الكناية عن امرأة فقلت:
  فطيّب ريّاها المقام وضوّأت ... بإشراقها بين الحطيم وزمزما
  فيا ربّ إن لقيت وجها تحيّة ... فحيّ وجوها بالمدينة سهّما(٢)
  تجافين عن مسّ الدّهان وطالما ... عصمن عن الحنّاء كفّا ومعصما
  وكم من جليد لا يخامره الهوى ... شننّ عليه الوجد حتّى تتيّما
  أهان لهنّ النّفس وهي كريمة ... وألقى إليهنّ الحديث المكتّما
  تسفّهت لمّا أن مررت بدارها ... وعوجلت دون الحلم أنّ اتحلّما
  فعجت لتقرى دارسا متنكّرا ... وتسأل مصروفا عن النّطق أعجما
  ويوم وقفنا للوداع وكلّنا ... يعدّ مطيع الشّوق من كان أحزما
  صبرت بقلب لا يعنّف في الهوى ... وعينا متى استمطرتها قطرت دما(٣)
  ومن شعره:
  بيني وبين عواذلي ... في الحبّ أطراف الرماح
  أنا خارجيّ في الهوى ... لا حكم إلّا للملاح(٤)
  قلت: من عجائب الحبّ أن صيّر الشيعي خارجيا.
  وله أيضا وهو رقيق:
  مولاي يا بدر كلّ داجية ... خذ بيدي قد وقعت في اللّجج
  حسنك ما تنقضي عجائبه ... كالبحر حدّث عنه بلا حرج
  بحقّ من خطّ عارضيك ومن ... سلّط سلطانها على المهج
  مدّ يديك الكريمتين معي ... ثمّ ادع لي من هواك بالفرج(٥)
  ومراعاة النظير في الأوّلين ممّا يدلك على إمامته في الأدب.
(١) أصات: نادى، وأعتم: دخل في العتمة.
(٢) السهم: جمع الساهم، وهو المتغيّر.
(٣) الغرر والدرر ١/ ١١٥ - ١١٦، سلافة العصر، الشعر والشعراء لابن قتيبة ٥٩٧، معجم الأدباء ٦/ ٢١٢ - ٢١٣، ديوانه ٣/ ٢٠٠ - ٢٠١.
(٤) وفيات الأعيان ٣/ ٣١٥، أنوار الربيع ١/ ٢١١، ديوانه ١/ ٢١١.
(٥) وفيات الأعيان ٣/ ٣١٥، أنوار الربيع ٤/ ١٥٠، ديوانه ١/ ١٧٤.