ومن شعره:

  أعانقه والنفس بعد مشوقة ... إليه وهل بعد العناق تداني

  وألثم فاه كي تزول حرارتي ... فيزداد ما ألقى من الهيجان

  كأن فؤادي ليس يشفي غليله ... سوى أن ترى الروحان يمتزجان⁣^(⁣١)

  ومن شعره:

  ما للحسان مسيئات بنا ولنا ... إلى المسيئات طول الدهر إحسان

  فإن تبعن بعهد قلن معذرة ... أنا نسينا وفي النسوان نسيان

  لا نلزم الذكر أنا لم نسم به ... ولا منحناه بل للذكر ذكران

  فضل الرجال علينا أن شيمتهم ... جود وبأس وأحلام وأذهان

  وأن منهم وفاء لا نقوم به ... وهل يقوم مع النقصان رجحان⁣^(⁣٢)

  هذه معارف وعلل لا يشرحها غيره.

  وأورد الصفدي أيضا:

  وأنا أقول: إنما يتمّه منها الجناس الذي بلى بعشيقة، وما أظرف قول بن الهبارية يهجو، أذكرنيه بخل النساء:

  يا واسطيين ثقوا أنني ... بهجوكم بين الورى مولع

  ما فيكم كلّكم واحد ... يعطي ولا واحدة تمنع

  ومن مشهور قول ابن الرومي في المديح:

  أراؤكم ووجوهكم وسيوفكم ... في الحادثات إذا دجون نجوم

  منها معالم للهدى ومصابح ... تجلو الدجى والأخريات رجوم⁣^(⁣٣)

  وفيه الجمع: والتقسيم واللّف والنشر ومراعاة النظير والتشبيه.

  وله أيضا [من الخفيف]:

  وغزال ترى على وجنتيه ... قطر سهميه من دماء القلوب

(١) الغيث المسجم.

(٢) الغيث المسجم.

(٣) وفيات الأعيان ٣/ ٣٥٩.