نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[105] أبو الحسن علي بن العباس بن جرجيش

صفحة 373 - الجزء 2

  وله وقد غاب عن بغداد فتشوقها وهو كالأول [من الكامل]:

  بلد صحبت به الشبيبة والصّبا ... ولبست ثوب العيش وهو جديد

  فإذا تمثّل في الضمير رأيته ... وعليه أغصان الشباب تميد

  وله في صفة خبّاز رقاق حاذق خفيف الحركات مرّ به:

  ما أنس لا أنس خبّازا مررت به ... يدحو الرقاقة وشك اللمح بالبصر

  ما بين رؤيتها في كفّه كرة ... وبين رؤيتها قوراء كالقمر

  إلّا بمقدار ما تنزاح دايرة ... في صفحة الماء ترمى فيه بالحجر⁣(⁣١)

  ذكر الصفدي فيما احفظ أن منشدا أنشده هذه الأبيات في حلقة بعض مشائخ المغاربة واستحسنها وجعل يرددها فقال الشيخ وكان في غاية المجون:

  فكدت اضرط إعجابا بصنعته ... ومن رأى مثل ما عاينت منه خري

  فأنكر بعض الجماعة إفراط مجون الشيخ فقال:

  إن كان قولي هذا ليس يعجبكم ... فعجّلوا محوه أو فالعقوه طري

  ومن المعاني التي أجاد ابن الرومي [من الطويل]:

  لما تؤذن الدنيا به من صروفها ... يكون بكاء الطفل ساعة يولد

  وإلا فما يبكيه منها وإنها ... لأوسع ممّا كان فيه وأرغد

  إذا أبصر الدنيا استهلّ كأنه ... بما سوف يلقى من أذاها يهدّد

  وله القصيدة الجميمة⁣(⁣٢) التي رثا فيها الإمام يحيى بن عمر الحسيني الكوفي⁣(⁣٣)


(١) ديوانه ٢/ ٧٦٦.

(٢) معجم الشعراء ٦٢٧، سمط اللآلي ٣٢٩، ٣٣٠، ٩٢٦، ٩٢٧، زهر الآداب ٢٠٢ ومواضع أخرى، يتيمة الدهر ٣/ ١٥٢، وهي كاملة في ديوانه ٢/ ٥٨٤ - ٦٠٣ وقوامها ٢٨٢ بيت.

(٣) يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين السبط: ثائر، من أباة أهل البيت. خرج في أيام المتوكل العباسي (سنة ٢٣٥) واتجه ناحية خراسان بجماعة، فرده عبد اللّه ابن طاهر إلى بغداد، فأمر المتوكل بضربه وحبسه. ثم أطلقه، فأقام مدة في بغداد. وتوجه إلى الكوفة في أيام المستعين باللّه، فجمع بعض الأعراب، ودخلها ليلا، فأخذ ما في بيت مالها، وفتح السجون فأخرج من فيها، ودعا إلى الرضى من آل محمد، فبايعه الناس، وطرد نواب الخليفة من الكوفة، واستحوذ عليها، وعسكر بالفلوجة. وقصده جيش، فحاربه. وظفر، فقوي أمره جدا، قال ابن كثير: «وتولاه أهل بغداد، من العامة وغيرهم ممن ينسب إلى التشيع، وأحبوه =