[105] أبو الحسن علي بن العباس بن جرجيش
  وهي جيدة، وذكرها كلها أبو الفرج في مقاتل الطالبيين(١).
  وكان شديد الطّيرة، فكان الأخفش الصغير النحوي يؤذيه بما يتطير منه في الصّباح فلا يخرج من داره، فأكثر هجاه حتى بلغه أنه يتبجّح بهجوه له وأنه يريد ذلك لينوّه بذكره فكفّ عن هجاه.
  ومحاسنه نوادره كثيرة.
  وكانت وفاته ليلة الأربعاء لليلتين بقيتا من جمادى الأولى سنة ثلاث وثمانين وقيل سنة ستّ وسبعين ومائتين ببغداد مسموما، في أيام المعتضد، ودفن بمقبرة باب البستان، ¦.
  وقال ابن خلكان: أن الوزير أبا الحسن(٢) القاسم بن عبيد اللّه بن سليمان بن وهب وزير المعتضد باللّه، وكان سفّاكا للدماء مشتهرا بالظلم، كان يخاف من فلتات لسانه بالفحش، فدسّ عليه من سقاه السم في حشكائه(٣) وهو بمجلسه، فلمّا أكلها أحسّ بالسمّ فقام، فقال القاسم: إلى أين تذهب؟ فقال: إلى الموضع الذي بعثتني إليه، فقال: سلّم على والدي، فقال: ما طريقي على النار، وأقام في داره أياما يتعالج والطبيب يختلف إليه فما أجدى.
  وقيل إن الطبيب غلط عليه في بعض العقاقير(٤).
= أكثر من كل من خرج قبله من أهل البيت». وأقبل عليه جيش آخر، جهزه محمد بن عبد اللّه بن طاهر، فاقتتلا بشاهي (قرب الكوفة) فتفرق عسكر الطالبي، وبقي في عدد قليل، وتقنطر به فرسه، فقتل سنة ٢٥٠ هـ وحمل رأسه إلى المستعين. وكان حسن السيرة والديانة، قويّ الساعد يلوي عمود الحديد على عنق من يسخط عليه من خدمه، فلا يحلّه غيره. ورثاه كثير من الشعراء، منهم ابن الرومي.
ترجمته في:
ابن الأثير ٧: ١٧، ٤٠ - ٤٣ والطبري: حوادث سنة ٢٣٥ وسنة ٢٥٠ ومقاتل الطالبيين، تحقيق صقر ٦٣٩ - ٦٦٤ وأبو الفداء ٢: ٤٢ - ٤٥ والبداية والنهاية ١٠: ٣١٤ و ١١: ٥ وجمهرة الأنساب ٥١ - ٥٢، مروج الذهب ٢/ ٢٩٠ - ٢٩٣، شرح شافية أبي فراس ١٧٧، الفخري ٢١٦ - ٢١٨، الاعلام ط ٤/ ٨ / ١٦٠.
(١) القصيدة كاملة في مقاتل الطالبيين ٦٤٦ - ٦٦٢، ديوانه ٢/ ٤٩٢ - ٥٠٠.
(٢) في الوفيات: «أبا الحسين».
(٣) كذا في الأصل، وفي الوفيات: «خشكنانجة».
(٤) وفيات الأعيان ٣/ ٣٦١.