[106] أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن أحمد
  وقال ابن خلكان: وكان من أعيان بغداد وأفراد مصنفيها(١).
  وقال القاضي التنوخي: ومن المتشيعين الذين شاهدناهم أبو الفرج الأصبهاني كان يحفظ من الشعر والأغاني والأخبار والآثار والأحاديث المسندة ما لم أر قط من يحفظه، ويحفظ دون ذلك من علوم أخر منها اللغة والنحو والخرافات والسير والمغازي ومن آلة المنادمة شيئا كثيرا مثل علم الجوارح والبيطرة ونتف من الطب والنحو والأشربة وغير ذلك، وله شعر يجمع اتفاق العلماء، وإحسان ظرفاء الشعراء(٢).
  وله المصنفات المستملحة منها كتاب الأغاني الذي وقع الاتفاق أنه لم يعمل في بابه مثله، يقال إنه جمعه في خمسين سنة وحمله إلى سيف الدولة بن حمدان فأعطاه ألف دينار واعتذر إليه.
  وحكى الثعالبي عن الصاحب بن عباد: أنه كان في أسفاره وتنقلاته يستصحب حمل ثلاثين جملا من كتب الأدب ليطالعها فلمّا وصل إليه كتاب الأغاني لم يكن بعد ذلك يستصحب سواه واستغنى به عنها، ومنها: كتاب القيان، وكتاب الإماء الشواعر، وكتاب الديارات، وكتاب دعوة التجار، وكتاب مجرد الأغاني، وأخبار جحظة البرمكي، ومقاتل الطالبيين، وكتاب الحانات، وأدب الغرباء.
  وحصل له ببلاد الأندلس كتب صنّفها لبني أمية ملوك الأندلس سرا وسيّرها إليهم وجاءه الأنعام منهم فمن ذلك: [كتاب] نسب عبد شمس، وكتاب [أيام] العرب ألف وسبعمائة يوم، وكتاب التعديل والانتصاف في مناقب العرب ومثالبها، وكتاب جمهرة النسب، وكتاب نسب بني شيبان، وكتاب نسب المهالبة، وكتاب نسب بني تغلب، و [كتاب] نسب بني كلاب، وكتاب المغنيين والغلمان، وغير ذلك(٣).
  ورأيت في خطبة الأغاني، قال أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد القرشي الكاتب المعروف بالأصبهاني: أن أمير المؤمنين هارون الرشيد أمر من
(١) وفيات الأعيان ٣/ ٣٠٧.
(٢) وفيات الأعيان ٣/ ٣٠٧.
(٣) وفيات الأعيان ٣/ ٣٠٧ - ٣٠٨.