نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[106] أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن أحمد

صفحة 377 - الجزء 2

  كان بحضرته من المغنيين كإسماعيل بن جامع⁣(⁣١) وإبراهيم الموصلي⁣(⁣٢) وفليح بن العوراء⁣(⁣٣) أن يختاروا له من أصوات الغناء القديم والمحدث مائة صوت ففعلوا ذلك ثم إنّها وقعت بعد إلى الواثق، فأمر إسحاق بن إبراهيم الموصلي⁣(⁣٤) بأن يختار له منها ما يرى أنه أفضل مما تقدّم اختياره ويبدل ما لم يكن بهذه الطبقة بما هو أعلى منه ففعل ذلك فابتدأ أبو الفرج كتابه بذكر هذه المائة الصوت وذكر ما تعلّق كتابه بذكر قائلها من أشعار وأخبار، ثم اتبع ذلك بما ذكره غير هؤلاء من متقدم الأصوات المعروفة بمدن معبد⁣(⁣٥) وزيانب يونس⁣(⁣٦) وغيرها، ثم بأغاني الخلفاء وبنيهم وذويهم، ثم بسائر الأغاني التي عرفت لها قصص يستفاد وأحاديث تستحسن وقد مرّ من ذلك الثلاث الأصوات التي أطبق أهل العلم بصنعة الغناء والألحان على تقديمها وتفضيلها على جميع ما غنّى به وهي لحن معبد في شعر أبي قطيفة⁣(⁣٧):


(١) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٢) إبراهيم الموصلي: هو إبراهيم بن ماهان (أو ميمون) بن بهمن، الموصلي التميمي بالولاء؛ أبو إسحاق النديم: أوحد زمانه في الغناء واختراع الألحان. شاعر من ندماء الخلفاء. أجاد الغناء الفارسي والعربي. غنّى المهدي والهادي والرشيد الذي جعله من ندمائه وخاصته. كان ينظم الأبيات ويلحنها ويغنيها، توفي سنة ١٨٨ هـ. (الاعلام ط ٤/ ١ / ٥٨).

(٣) ترجمته وأخباره في الأغاني ٤/ ٣٥٣ - ٣٦٠.

(٤) مرّت ترجمته بهامش سابق.

(٥) معبد: (توفي سنة ١٢٦ هـ / ٧٤٣ م). نابغة الغناء العربي في العصر الأموي. ترجمته في الأغاني ١/ ٤٣ - ٦٩، (أنظر الاعلام ط ٤/ ٧ / ٢٦٤).

ومدن معبد: «وهي أصوات معبد وتسمى أيضا حصون معبد» (أنظر الأغاني ج ٩).

(٦) يونس الكاتب: هو يونس بن سليمان بن كرد بن شهريار، من ولد هرمز: كاتب شاعر، بارع في صناعة الغناء. أخذ الغناء عن معبد وطبقته، وهو أول من دوّن الغناء في العرب. صنف كتابا في «الأغاني» ونسبتها إلى من غنّى بها وهو الأصل الذي يعمل عليه ويرجع إليه، توفي نحو سنة ١٣٥ هـ. (الاعلام ط ٤/ ٨ / ٢٦١).

وزيانب يونس: نسبة إلى زينب بنت عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام الذي شبب بها ابن رحيمة وغنّى يونس بشعره. وهي سبعة أصوات معروفة بالزيانب. (الأغاني ج، في أخبار يونس الكاتب).

(٧) عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، الأموي، القرشي، شاعر، رقيق الشعر، جلي المعاني، كان يقيم في المدينة، ونفاه عبد اللّه بن الزبير إلى الشام مع من نفاهم من بني أمية، فأقام زمنا في دمشق أكثر فيه الحنين إلى المدينة حتى رقّ له ابن الزبير فأذن برجوعه، فبينما هو عائد أدركه الموت قبل أن يبلغ المدينة، وذلك نحو سنة ٧٠ هـ، وفي الأغاني عدة أصوات من شعره:

ترجمته في: الأغاني ١/ ١٥ - ٤٢، معجم الشعراء ٢٤٠، الاعلام ط ٤/ ٥ / ٨٧.