[106] أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد بن أحمد
  القصر فالنخل فالحمّاء بينهما ... أنهى إلى القلب من أبواب جيرون(١)
  إلى البلاط فما حازت قرائنه ... دور نزحن عن الفحشاء والهون
  قد تكتم الناس أسرارا فأعلمها ... ولا ينالون حتى الموت مكنوني(٢)
  وهذا أبو قطيفة [هو] عمرو بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، واسم أبي معيط أبان بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس، وقيل إن أباه عمروا كان عبدا اسمه ذكوان فاستلحقه أمية وكناه أبا عمر، فحلف على امرأة أمية وهي أم الأعياص آمنة بنت أمية، وعقبة بن أبي معيط هو الذي قتله علي # بأمر النبي ÷ [عند] منصرفه من بدر بالصفراء، وقيل قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح الأنصاري، ولمّا قدّم ليقتل قال: فمن للصبية يا محمد؟ قال: النار فسمي بنو أبي معيط صبيّة النار، وجاءت أخته قتيلة إلى رسول اللّه ÷ وقال: لو سمعت شعرها قبل قتله ما قتلته.
  وقال أبو قطيفة هذا الشعر لما نفاه ابن الزبير إلى الشام مع من نفى من بني أميّة من الحجاز لمّا بويع له.
  وجيرون: اسم لدمشق.
  والقصر: قصر سعيد بن العاص، المتقارنة أي المتلاصقة.
  وكان أبو الفرج منقطعا إلى الوزير المهلبي.
  وذكره الثعالبي وأورد من شعره في الوزير المهلبي [من الطويل]:
  ولما انتجعنا لائذين بظلة ... أعان وما عنّا ومنّ وما منّا
  وردنا عليه مقترين فراشنا ... وردنا ذراه مجد بين فاخصبنا(٣)
  قلت: أجاد في الجناس مع قلّته في ذلك الزمان، وكان الوزير المهلّبيّ رزق ولدا من سرية روميّة فأنشده أبو الفرج قصيدة يهنّيه بها، ذكر الثعالبي منها: [من الكامل]:
(١) جيرون: قال ابن الفقيه: «ومن بنائهم جيرون عند باب دمشق من بناء سليمان بن داود #، وهي سقيفة مستطيلة على عمد وسقائف وحولها مدينة تطيف بها، والمعروف اليوم إن بابا من أبواب الجامع بدمشق، وهو بابه الشرقي يقال له باب جيرون. .» (معجم البلدان / مادة جيرون).
(٢) الأغاني ١/ ١٣.
(٣) يتيمة الدهر ٣/ ١٠٩، وفيات الأعيان ٣/ ٣٠٨.