[107] القاضي جمال علي بن محمد بن أحمد العنسي
  وعقدة أنا فيها ... يا نعمة اللّه حلي
  وله:
  شوقي ودمعي والسهاد والهوى ... إليك يا ذات البهى وسائلي
  أن تكذبيني في الهوى فاستخبري ... عن هامل في وجنتي وسائل
  وله من قصيدة كتبها إلى أبي الوفا شعبان بن سليم(١):
  لاذقت حلو يديك السلسال ... وحرمت ضمّ قوامك العسّال
  واعتضت من جنات وصلك في الهوى ... نار الصدود ولاعج البلبال
  ومنعت من خدّيك وردا ناعما ... ومنحت شوك ملامة العذّال
  وجهلت أن عذاب حبّك جنّة ... أو انّ عزّي فيك من إذلالي
  وزعمت زعم معاند مسترسل ... في غيّه آت بكل محال
  إن ليس في دينار وجهك غنية ... عن درهم البدر المنير العالي
  وجحدت أنك شمت مرآة السما ... ولوجهها بالصحو حسن مثال
  فحكت بشكل البدر وجهك مسفرا ... وحكته ملتثما بوجه هلال
  وسألت عن حالي لماك مغالطا ... من قاسه بسلافة الجريال
  فشككت شك بسيط جهل جهله ... عذر له في غير هذا الحال
  ورددت معجز ناظريك لمرسل ... في فترة من جفنك المكسال
  وله أيضا إليه:
  أما ودموع فيك تكتب ما تملي ... لقد صدّ حتى شحّ بالكتب والرسل
  أنسمت عذل ميّلت غصن قدّه ... فمال وللأغصان ميل إلى العدل
  أم البين أنساه وحسّن جفوتي ... له أم ثنت أعطافه نخوة الدلّ
  أم اختار خلا طارئ الحب والنوى ... واضرب عمّن حبّه ثابت الأصل
  ولا ذو الهوى الأصلي كمبتدئ الهوى ... ولا كحّل الأجفان يا قوم كالكحل
  ترى هل نسي ماضي المودّة أم به ... عليم ولكن قال يسقط بالمطل
  ترى هل درى أني إذا ما ذكرته ... أحنّ فتبكي أعين السحب من أجلي
  بعيشكما عوجا عليه وعرّضا ... بذكر شيخ يبكي على زمن الوصل
(١) ترجمه المؤلف برقم ٨٥.