[109] أبو الحسن علي بن محمد بن منصور بن نصر
  الفرند والحسام، يضوع نشر أدبه ولا يضيع، ولو ادّعاه شاعرا طيء للقبا كل منهما دون ابن الضحاك بالخليع.
  وقال ابن خلكان: كانت أمّه أمامة ابنة حمدون النديم.
  وروى عنه أبو بكر الصولي، وأبو سهل زياد وغيرهما، وكان من أعيان الشعراء، ومحاسن الظرفاء، لسنا مطبوعا في الهجاء، حتى هجا أباه وإخوته، وأورد مديحا وهجاء من نفيس شعره [من الكامل]:
  أقصرت عن طلب البطالة والصبا ... لمّا علاني للمشيب قناع
  للّه أيام الشباب ولهوها ... لو أنّ أيام الشباب تباع
  فدع الصّبا يا قلب واسل عن الهوى ... ما فيك بعد مشيبك استمتاع
  وانظر إلى الدنيا بعين مودّع ... فلقد دنا سفر وحان وداع
  والحادثات موكّلات بالفتى ... والناس بعد الحادثات سماع(١)
  وكان المتوكل جعفر بن المعتصم يتشبّه بالخوارج في عداوته عليا والحسين #، ويزيد عليهم في استحلاله ما حرّموا من الكبائر، فبلغت عداوته أن أمر بهدم قبر الإمام الشهيد أبي عبد اللّه الحسين # بالحائر الشريف وتخريب المشهد الكريم، فقال أبو الحسن بن بسّام المذكور فيه [من الكامل]:
  تاللّه إن كانت أميّة قد أتت ... قتل ابن بنت نبيّها مظلوما
  فلقد أتاه بنوا أبيه بمثله ... هذا لعمرك قبره مهدوما
  أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا ... في قتله فتتبّعوه رميما(٢)
  مهدوما على الحال من اسم الإشارة، لأن معنى هذا أشير إليه وهو مثل قوله تعالى: {وَهذا بَعْلِي شَيْخاً}(٣) أي أشير إليه شائخا.
  وقال أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطّالبيين: وكان السبب في كرب قبر الحسين #، ما حدثني به أحمد بن الجعد الوشّاء، وقد شاهد ذلك قال: وكان السبب في كرابه قبر الحسين #، أن بعض المغنيات كانت تبعث جواريها إلى
(١) معجم الأدباء ٥/ ٣٢٤، الكنى والألقاب ١/ ٢٢٥، وفيات الأعيان ٣/ ٢٦٣، ابن بسام / قطعة ٨٤.
(٢) وفيات الأعيان ٣/ ٣٦٥، الكنى والألقاب ١/ ٢٢٥، أدب ألطف ١/ ٣٢٧، ابن بسام / قطعة ١٢٣.
(٣) سورة هود: الآية ٧٢.