[109] أبو الحسن علي بن محمد بن منصور بن نصر
  انصرف الناس من ختان ... يدعون من جوعهم حراما
  فقلت لا تعجبوا لهذا ... فهكذا تختن اليتامى(١)
  وأنشد له في المعتضد أيضا [من الوافر]:
  إلى كم لا نرى ما ترتجيه ... ولا تنفكّ عن أمل كذوب
  لأن سمّوك معتضدا فإنّي ... أظنك سوف تعضد عن قريب(٢)
  وله أيضا في أبيه محمد بن نصر [من البسيط]:
  بنى أبو جعفر دارا فشيّدها ... ومثله لخيار الدور بنّاء
  والجوع داخلها والذلّ خارجها ... وفي جوانبها بؤس وضرّاء
  ما ينفع الدار من تشييد حائطها ... وليس داخلها خبز ولا ماء(٣)
  قال: وكان أبو محمد بن منصور رجلا مترفا في غاية النعمة حسن الزيّ ظاهر المروّة متخصصا في مطعمه وملبسه وتجمّل داره فقال فيه ابنه المذكور:
  هبك عمّرت عمر سبعين نسرا ... أترى أنّني أموت وتبقى
  فلئن عشت بعد موتك يوما ... لأشقّنّ جيب مالك شقا(٤)
  وجدّه: نصر بن منصور، ممدوح أبي تمام، وقيل: أن الوزير القاسم بن عبيد اللّه الذي سمّ ابن الرومي دخل على المعتضد يوما وهو يلعب بالشطرنج ويتمثل بقول أبي الحسن بن بسّام. [من مخلع البسيط]:
  حياة هذا كموت هذا ... فليس تخلو من المصايب(٥)
  ثم رفع المعتضد رأسه فنظر إلى الوزير فاستحى منه، فقال: يا قاسم اقطع لسان ابن بسام عنك، فخرج الوزير مبادرا لقطع لسانه فبلغ ذلك المعتضد فرده،
(١) مروج الذهب ٤/ ٢٩٩، ابن بسام / قطعة ١٢٤.
(٢) مروج الذهب ٤/ ٢٩٩، ابن بسام / قطعة ١٦.
(٣) مروج الذهب ٤/ ٢٩٧، ابن بسام / قطعة ١.
(٤) مروج الذهب ٤/ ٢٩٧، شرح مقامات الحريري ٣/ ٢٦٦، وفيات الأعيان ٣/ ٣٦٣، ابن بسام / قطعة ١٠١.
(٥) وفيات الأعيان ٣/ ٣٦٢، محاضرات الأدباء ٤/ ٥١٥، التمثيل والمحاضرة ١٠٦، ابن بسام / قطعة ١٩.