نسمة السحر بذكر من تشيع وشعر،

يوسف بن يحيى المؤيد (المتوفى: 1121 هـ)

[110] القاضي أبو القاسم علي بن محمد بن أبي

صفحة 395 - الجزء 2

  وقال الثعالبي: هو «من أعيان أهل العلم والأدب، وأفراد الكرم وحسن الشيم، وكان كما قرأته في فصل للصاحب من عبّاد: إن أردت فإني سبحة ناسك، وأن أحببت فإني تفّاحة فاتك، أو اقترحت فأنّي مدرعة راهب، أو آثرت فإني تحيّة شارب». وكان تقلد قضاء البصرة والأهواز بضع سنين⁣(⁣١) وحين صرف عنه ورد حضرة سيف الدولة بن حمدان زائرا ومادحا، فأكرم مثواه وأحسن قراه، وكتب في معناه إلى الحضرة ببغداد حتى أعيد إلى عمله، وزيد في رزقه ورتبته⁣(⁣٢).

  وقال أبو الفضل بن جيرون: قيل كان رأيه الرفض والاعتزال.

  وقال شجاع الهذلي: كان يتشيع ويذهب إلى الاعتزال.

  وقال القاضي أحمد بن سعد الدين المسوري اليمني الكاتب الماضي ذكره⁣(⁣٣): «كان زيديا وكان التشيع دينه ودين أبيه وجده علي بن محمد الأكبر»⁣(⁣٤).

  قلت: تتبعت ذكره في التواريخ والطبقات فأخذت منها أنه كان حنفي الفروع، معتزلي الأصول، متشيّع جدا، وأكثر فقهاء العراق المتشيعين حنفية الفروع.

  وقد ذكر ابن الذّهبي: إن أبا حنيفة كان من بترية الزيدية.

  وذكر الثعالبي: أن الوزير المهلبي وغيره من وزراء العراق كانوا يميلون إلى القاضي التنوخي، ويتعصّبون له، ويعدّونه ريحانة الأدباء والعلماء، وتاريخ الظرفاء، وكان من جملة الفقهاء والقضاة الذين ينادمون الوزير المهلبي ويجتمعون عنده في الأسبوع ليلتين على اطراح الحشمة والتبسّط في القصف والخلاعة، وهم: القاضي أبو بكر بن قريعة، وابن معروف، والتنوخي المذكور، وما منهم إلّا أبيض اللحية طويلها، وكذلك كان [الوزير] المهلّبي، فإذا تكامل الإنس، وطاب المجلس، ولذّ السماع، وأخذ الطّرب منهم مأخذه، وهبوا أثواب الوقار


(١) يتيمة الدهر ٢/ ٣٣٥، وفيات الأعيان ٣/ ٣٣٦.

(٢) وفيات الأعيان ٣/ ٣٦٦.

(٣) ترجمه المؤلف برقم ٢٤.

(٤) هذا القول يخصّ صاحب الترجمة، ولا محل له هنا.